هذه هي العناصر الخشبية التي تدور حولها الدراسة الحالية وترتكز عليها مختلف الأهداف المسطرة في هذا البحث. الأوعية الفتية الحية هي الخلايا النامية والمراحل الأولى للأوعية البالغة المتخشبة، فخلال النمو والتطور التشريحي تكون الأوعية الخشبية حية ونشطة ومليئة بالسيتوبلازما والعضيات الخلوية ، تحاط بغشاء سيتوبلازمي نشط وفعال، كما أن الجدار الخلوي غير مكتمل النمو وغير متخشب (Milburn 1996).
تمتلك هذه الخلايا فجوات كبيرة وسيتوبلازما كثيفة القوام، حيث نجد فيها العضيات الخلوية مثل dictyosomes والشبكة الهيولية متطورة ومتعددة (Kitin et al. 2001 ،Cronshaw & Bouck 1965).
عموما، تمتلئ الأوعية الحية بعصارة شبيهة جدا بتلك الموجودة داخل العناصر اللحائية إلا انها تكون أقل تركيزا (Milburn°1996).
في هذه المراحل تكون الأوعية نشطة جدا وتنمو بسرعة، كما أنها تتميز بضغط انتباجي كبير نوعا ما، وهذا الضغط الإنتاجي يلعب دورا هاما حيث يساعد في استطالة وانتفاخ الخلايا الوعائية كما أنه يواجه الضغوط القادمة من الخلايا البرنشيمية المجاورة(Milburn 1996) . طوال فترة النمو والاستطالة، تبقى الأوعية الحية عبارة عن خلایا فردية مرتبة فوق بعضها البعض ومفصولة بواسطة الجدران الطرفية (العرضية) قبل أن تتحلل هذه الأخيرة وتتحد الخلايا الوعائية لتكون الأنبوب الوعائي .
باختصار، إنها تقوم بجميع العمليات الحيوية للخلايا الحية (Milburn 1996).
نتيجة لوجود الجدران الطرفية الفاصلة والغشاء السيتوبلازمي النشط والبروتوبلازما الكثيفة فإن الأوعية الحية تكون مصمتة ومسدودة تماما ، عكس الأوعية البالغة التي تكون فارغة ومجوفة مثل الأنبوب. ولهذه الأسباب، فإن النسغ لا يمكنه أن يتحرك بحرية عبر الأوعية الحية. وعلى كل حال، فالأوعية الحية عند تواجدها في الشبكة الخشبية فإنها تمنع وتوقف الحركة الأبوبلاستية للماء. وعلى هذا فإن معرفة التواجد الزمني والمكاني لهذه العناصر وامتدادها في النسيج الخشبي تمثل الأساس لفهم ميكانزيمات النقل والإمداد بالمغذيات في الأنسجة الخشبية النامية (Wang et al. 1994).