ينتمي المشمش Prunus armeniaca الى العائلة الوردية Rosaceae ويعتقد بان اصله هو شمال الصين حيث توجد انواع بريه منه وتمتد زراعته من اليابان الى افغانستان ، وقد اطلق عليه الرومان بالتفاح الارميني ولهذا يعتقد بان اصله من ارمينيا ولهذا سمي بهذا الاسم , انتقل قبل ألاف السنين من الصين والشرق الاقصى الى اليونان وشمال افريقيا والهند كما انتقلت زراعته من الصين الى شمال الهند وأرمينيا والعراق وسوريا منذ زمن قديم , يزرع المشمش في المناطق المعتدلة كبلدان البحر الابيض المتوسط وكذلك في امريكا حيث توجد اكبر مزارع المشمش في العالم ، ويزرع المشمش في العراق في المنطقة الوسطى وخاصة الاصناف المحلية وكذلك في المنطقة الشمالية حيث يلاحظ عدم زراعة الاصناف المبكرة في المناطق الباردة خوفا عليها من الانجمادات الربيعية .
تعد عملية التسميد من بين أهم العمليات الزراعية التي تجرى على أشجار المشمش لتحسين حالتها الغذائية والذي ينعكس إيجاباً على نموها الخضري وبالتالي دخولها في مرحلة الإثمار مبكراً.
إن التسميد بالأسمدة العضوية (Organic fertilizers) المختلفة هو في منتهى الأهمية بالنسبة لبساتين الفاكهة فهو إلى جانب فائدته الغذائية حيث يمد التربة وبالتالي نباتات الفاكهة بالكثير من العناصر الغذائية الضرورية لهذه النباتات إلى جانب ذلك له أهمية كبرى في تحسين خواص التربة الفيزيائية والحيوية من خلال تفكيك حبيبات التربة الثقيلة وتحسين تهويتها فضلا عن زيادة مقدرة التربة على الاحتفاظ بالماء خصوصا الأراضي خفيفة القوام كالأراضي الرملية ، ولأجل ذلك أمكن استخدام الأسمدة العضوية كبديل عن الأسمدة المعدنية بهدف تحسين قوة نمو النبات ، ومن أهم الأسمدة العضوية التي تستخدم في تسميد نباتات الفاكهة هو حامض الهيوميك (Polymeric polyhydroxy acid) وهو من الأحماض العضوية التي تنتج بشكل طبيعي ومن مركبات المادة الدبالية الناتجة من تحلل المادة العضوية ، إن إضافة حامض الهيوميك إلى التربة تؤدي إلى زيادة امتصاص العناصر الغذائية من قبل النبات حيث تعمل كوسط لنقل المغذيات من التربة إلى النبات خاصة في حالة تعرضه للجفاف كما ويزيد من محتوى النبات من البروتينات وزيادة عدد الأحياء المجهرية المفيدة في التربة ، وهو أمن وذو قابلية عالية للذوبان في الماء سهل الإضافة ذو فعالية سريعة ولا يترك أي آثار ضارة للإنسان والنبات ، كما ويزيد حامض الهيوميك من تطور الكلوروفيل وتجمع السكريات والأحماض الامينية والأنزيمات ويساعد في عملية التركيب الضوئي ويؤدي إلى زيادة قوة نمو المجموعة الجذرية وتحسينها من خلال زيادة الوزن الجاف والرطب وزيادة التفرعات الجانبية للجذور وفي الوقت نفسه تعمل على زيادة الاوكسينات حيث تثبط أحماض الهيوميك من نشاط أنزيم IAA oxidase مما يؤدي لزيادة نشاط هرمون أندول حمض الخليك .
من المعلوم ان الاشجار المتساقطة الاوراق تدخل في طور السكون الفيزيولوجي (طور الراحة) الضروري لحماية البراعم من برد الشتاء القادم ، وبعد مرور فصل الشتاء تحتاج الى كسر هذا السكون عن طريق تراكم ساعات البرودة البالغة 0-7.2 °م اللازمة لتحقيق ازهار وإثمار جيدين ، فالأنواع والأصناف النامية في اماكن بعيدة عن خط الاستواء والمناخات الباردة تحتاج الى ساعات برودة اكثر من النامية قرب خط الاستواء او في المناطق ذات شتاء معتدل كما ان الاشجار التي تنمو على ارتفاعات عالية وظروف مناخية باردة بحاجة الى كمية عالية من ساعات البرودة في حين قد تحتاج الانواع الاخرى النامية على ارتفاعات منخفضة وشتاء دافئ الى ساعات برودة اقل ، عند بلوغ ساعات البرودة المطلوبة فان النبات يزهر ويروق حالما يبدأ الجو بالدفء في حين تطيل ساعات البرودة غير الكافية من مدة السكون او تؤدي الى تأخير موعد تفتح الازهار والأوراق مما يسبب انتاجا ضعيفا سواء كان على مستوى كمية الانتاج او نوعيته كما قد تصبح الفروع الجديدة صغيرة ذات عدد محدود او قليل جدا ، وكذلك فان عملية التلقيح ستكون غير منتظمة ومن ثم فان تشكيل الثمار ونضجها لن يكون متجانسا على الشجرة ، كما يسبب اعتدال الشتاء وقلة برودته عدم استيفاء البراعم الابطية والقمية لاحتياجاتها اللازمة لكسر طور سكونها وعليه فان النبات الناتج يكون اقل كثافة في النمو من النبات النامي في مناطق اكثر برودة , كما أن عدم الكفاية من البرودة لا يشجع انتاج الهرمونات النباتية خاصة حامض الجبرليك اللازم لتفادي تساقط الثمار.
هناك بعض الطرق العملية التي تساعد على انهاء طور الراحة في براعم اشجار الفاكهة المتساقطة الاوراق منها استخدام بعض المعاملات الكيمياوية كالرش بالمركب الكيمياوي سيناميد الهيدروجين (الدورمكس) نتيجة لدوره في كسر السكون الداخلي لبراعم اشجار المشمش في حالة عدم تعرضها للبرودة الشتوية الكافية وبالتالي التغلب على جميع اعراض نقص البرودة ,كما انه يبكر في تفتح البراعم وانتظامه في الافرع المثمرة اضافة الى التبكير في التزهير وانتظامه بحيث يحدث في الاوقات التي لا تسوء فيها الظروف الجوية او تزيد فيها الاصابة ببعض الآفات اضافة الى انه يتحكم في التبكير في تزهير ونضج الحاصل وتحسين صفاته اذا اجري في الموعد المناسب .
أكدت الدراسات على اهمية اجراء عملية خف الثمار في اشجار المشمش خاصة ان الاشجار تحمل حملا غزيرا اذا اعتني بخدمتها ، لذا يجب خف الثمار لأغراض عديدة منها ( زيادة حجم الثمار الباقية على الاشجار و تحسين جودتها و انتظام عملية الحمل والمحافظة على قوة الشجرة وحالتها الصحية و التخلص من الثمار المشوهة والمصابة بالآفات و وضمان توزيع الثمار توزيعا جيدا على افرع الشجرة وغيرها من الفوائد).
هناك عدة طرق لإجراء عملية الخف منها استخدام المواد الكيميائية كمنظمات النمو النباتية (الاوكسينات والايثفون) والعناصر الغذائية (كاليوريا ) ، أن اهمية هذه المواد تعود لدورها في تشجيع تخليق الاثيلين مما يؤدي الى تكوين طبقة الانفصال في الثمار وبالتالي تتساقط ، كذلك يعود لدور الاوكسينات في اجهاض بذور بعض الثمار والتي تتساقط في النهاية . كما ان هذه المواد تمنع انبات حبوب اللقاح وتسبب وقف نشاط الانزيمات وبالتالي تؤثر على الانقسام والنمو داخل المبيض مما يؤدي الى انخفاض امتصاص الماء والمواد الغذائية للأزهار والثمار مما يؤدي الى تساقطها .
تعد عملية التقليم من العمليات البستنية المهمة التي تجرى على الاشجار المثمرة لإغراض عديدة منها ( بناء هيكل قوي للشجرة و تحقيق توازن مثالي بين النمو الخضري والنمو الثمري والتوصل الى اضاءة كافية لتحسين نوعية الثمار وخاصة لونها وكمية الكاربوهايدرات فيها و توزيع الثمار على جميع اجزاء الشجرة بصورة منتظمة و ازالة الفروع اليابسة والمصابة بالافات ). يقسم التقليم حسب موعد اجرائه الى تقليم شتوي وصيفي ، فالتقليم الشتوي يجرى وقت سكون العصارة في وقت توقف نشاط النبات اي في نهاية الخريف وبداية الشتاء ويستمر الى بداية الربيع ، ويفضل اجراؤه في وقت مبكر من الشتاء حتى تلتئم جروح الشجرة التي قلمت ، اما التقليم الصيفي فيجرى اثناء فترة النمو في اواخر الربيع وفي اثناء الصيف الى ما قبل سقوط الاوراق في الخريف .
الكربوهيدرات هي مصدر أساسي للطاقة المخزونة في أشجار المناطق المعتدلة والنباتات المعمرة الأخرى. ويمكن بعد ذلك الاستفادة منها لعملية التمثيل الغذائي للنباتات ، تتأثر تركيز ومحتوى الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات داخل أنسجة النبات بالعديد من العوامل مثل درجة الحرارة ، والرطوبة ، والضوء ، إضافة الى انها تتأثر بدرجة كبيرة بإجراء عملية التقليم وقت الغرس .
إعداد | |
أ.م. أيـاد هاني إسماعيل العلاف |