يختص علم أمراض النباتات بدراسة النبات المريض ومنتجاته النباتية أثناء النقل والتخزين والتسويق، وتشمل الدراسة طبيعة المسبب المرضى ودورة حياته وتأثيره على النبات ومنتجاته وطرق مقاومته وطرق الوقاية منه. وكان الإنسان يعتبرها في البداية أنها مس من الشياطين أو غضب من الأرواح الشريرة أو أعمال سحر أوعدم رضا من الآلهه عنهم فكانوا يقدمون القرابين ويذبحوا الذبائح للآلهه ويتوسلوا لها لتبعد الضر عنهم وتنقذ حبوبهم وتزول اللعنة وتسلم زراعاتهم من الأمراض، وقد ظلت تلك الخرافات سائدة وتتناقلها الأجيال حتى نهاية القرن الثامن عشر حتى جاء القرن التاسع عشر حيث إعترض كثير من العلماء على الخرافات السائدة وقدموا الكثير من النظريات لتفسير بعض الظواهر المرضية.
ويعتبر عام 1853 هو التاريخ الحقيقى لمولد علم أمراض النباتات حيث تمكن في هذا العام العالم الألمانى الطبيب أنتون دى بارى من إثبات أن بعض الفطريات يمكنها أن تسبب أمراضا للنبات كما في تطفل فطريات الأصداء والتفحمات على بعض النباتات كما تمكن في عام 1861 من إثبات أن فطر فيتوفثورا إنفستنس هو المسبب الحقيقى لمرض اللفحة المتأخرة في البطاطس الذى تسبب في حدوث مجاعة كبيرة في أيرلندا وتسبب في مقتل مئات الآلاف وتشريد أكثر من مليون فرد.
وقد استمر التقدم في أبحاث علم أمراض النبات ودور الكائنات الحية الدقيقة في إحداثها حيث أستنبط كوخ عام 1881 طريقة الأطباق لعزل البكتيريا والفطر كما تمكن أيضا من وضع ما يسمى بفروض كوخ والتى على أساسها يمكن إثبات العلاقة بين المرض والكائن المسبب. وفي عام 1885 قام العالم الفرنسى ميلارديت من تركيب مزيج بوردو من الجير والنحاس وأكد فاعليته في مقاومة مرض البياض الزغبى في العنب.
وفي عام 1886 تمكن الباحث الهولندى ماير من اثبات أن عصارة نباتات الدخان المصابة بمرض الموزايك يمكن أن تسبب نفس الأعراض إذا حقنت في نباتات سليمة كما وجد إيفانوفسكى عام 1892 أن راشح العصير المعدى المار خلال مرشح تشامبرلاند الغير منفذ للبكتيريا قد احتفظ بقدرته على العدوى بما يؤكد أن هناك كائنات ممرضة أصغر من البكتيريا والتى عرفت بعد ذلك بالفيروسات.
وفي عام 1909 استعمل كوردلى مخلوط الجير والكبريت في علاج جرب التفاح، وفي عام 1923 اكتشف فارلى الكبريت القابل للبلل، وفي عام 1933 استعمل رالى مادة أوكسيد النحاس في علاج مرض جرب التفاح، وظهرت في عام 1949 مركبات الكينون مثل الأسبرجون والفيجون والتى استخدمت بنجاح في تطهير تقاوي الذرة الشامية والبقوليات ثم توالى ظهور العديد من المجموعات الكيماوية والمضادات الحيوية الفعالة كمبيدات جهازية ضد العديد من مسببات الأمراض النباتية. ومع بداية القرن العشرين تقدم علم أمراض النبات تقدما كبيرا بفضل التوسع في طرق البحث العلمى وتوفر الكيماويات و الأجهزة العلمية الحديثة من حضانات وأفران التجفيف والتعقيم وأجهزة التحليل والفصل الكيماوى وأجهزة التفريد الكهربى للبروتينات والأحماض النووية وتوفر كل مستلزمات التقنية الحيوية الحديثة حتى وصل إلى ما هو عليه مع بداية القرن الحادي والعشرين حيث سجل اكتشاف العديد من مسببات الأمراض النباتية كالفيتوبلازما والفيرويد والفيروسيد وغيرها والتى كان من الصعب اكتشافها في القرون الماضية.