إنتاج نباتي – دروس

توزيع المصادر الوراثية النباتية في العالم

0
(0)

يعتمد توزیع التنوع الحيوي النباتي في العالم أساسا على نوع المناخ السائد في منطقة معينة ، فتتأثر النباتات من خلال عناصره و التي من أهمها التساقط، الحرارة و الفترة الحرارية، إضافة للفترة الضوئية  (Mccarthy, 2001 ;Parmeson et Yohe, 2003).

و تُعتبر هذه العوامل أساس لانتشار و بقاء الأنواع النباتية من خلال تأثيرها على الوظائف الفيزيولوجية للنبات وعلاقتها بمختلف مراحل تطوره خلال دورة حياته  (la phénologie ).

1 – التساقط:

يعتبر الماء عنصر أساسي في توزيع النباتات من خلال كمية الأمطار المتساقطة و توزيعها حيث تختلف
من منطقة لأخرى (شكل 1 )، فلكل نوع نباتي متطلباته المائية خلال دورته الحيوية.

شكل(1) : متوسط كمية الأمطار السنوية على سطح الكرة الأرضية (مجاهد و آخرون، 1995).
شكل(1) : متوسط كمية الأمطار السنوية على سطح الكرة الأرضية (مجاهد و آخرون، 1995).

و يبين ذلك معامل استغلال الماء من طرف النباتات المزروعة بالنسبة للكتلة الناتجة المقدم من طرف (1973)Duthil حسب العلاقة التالية:

معامل استغلال الماء بالنسبة للكتلة الناتجة= كمية الماء الناتحة(الممتصة)/كمية المادة الجافة(المشكلة)

كأمثلة على ذلك حسب (1973) Duthil نجد:

  1. الشعیر: 310 الى 523 .
  2. القمح الربیعي: 338 الى 550
  3. البنجر السكري: 370 الى 580
  4. الخرطال: 376 الى 604
  5. البطاطا الأرضیة: 499 الى 650
  6. البرسیم: 626 الى 920….

2 – الحرارة و الفترة الحرارية:

1.2 – الحرارة:

يتمثل العامل الثاني المتحكم في توزيع النباتات بعد الماء في الحرارة، حيث لكل نوع نباتي مجال حراري يستطيع العيش فيه، فإذا زادت أو نقصت درجة الحرارة عن هذا المجال تؤدّي لموت النبات ويتضح ذلك ممّا يلي:

فتحت درجة الحرارة المثلى تكون جميع الوظائف الحيوية للنبات في أعلى معدلاتها.

درجة الحرارة الدنيا يقابلها أدنى نشاط للنبات.

درجة الحرارة القصوى تقلل من النشاط الفسيولوجي حيث يحدث تشوه غير عكوس للبروتونات.

وبما أن درجة الحرارة تختلف على سطح الكرة الأرضية (شكل2) فھذا ينعكس مباشرة على توزيع الأنواع النباتية التي تقسّم حسب متطلباتها الحرارية إلى:

  • نباتات محبة للبرودة(Psychrophytes) : و درجة حرارة المحيط الذي تعيش فيه تتراوح من °0م  إلى °10م.
  • نباتات محبة للحرارة المعتدلة(Mésophytes) : و درجة حرارة المحيط الذي تعيش فيه تتراوح من °10م إلى °30م.
  • نباتات محبة للحرارة المرتفعة(Thermophytes) : و درجة حرارة المحيط الذي تعيش فيه تتراوح من30°مالى65°م (Hindak et Cormarek , 1968) .
شكل(2) : المناطق الحرارية حسب تصنيف كوبن في (1963 Miller).
شكل(2) : المناطق الحرارية حسب تصنيف كوبن في (1963 Miller).

على أساس المتطلبات الحرارية للنبات قسّم ( 1924,Henryفي جودة، 1995سطح الكرة الأرضية إلى خمس مناطق و هو ما يلاحظ في الجدول (I).

جدول(I) : المناطق المناخية الكبرى حسب درجة الحرارة والأنواع النباتية المنتشرة بها (1995 ، في جودة1924,Henry ).

جدول(I) : المناطق المناخية الكبرى حسب درجة الحرارة والأنواع النباتية المنتشرة بها (1995 ، في جودة1924,Henry ).

وتلعب درجة الحرارة دورا هاما في تطور النبات خلال دورة حياته كما يتضح مما يلي:

1 ) تمرّ بذور النباتات بعد نضجها بفترة راحة أو كمون ولرفع ذلك الكمون وتهيئة البذرة للإنبات لابدّ من تعرّض هذه الأخيرة إلى درجات حرارية منخفضة (Hyde،1954).

2 ) تتطلب بذور الأنواع النباتية لشروع في الإنبات درجات حرارة محددة تعرف بصفر النمو مثلا: القمح °0م ، الذرى °10م ، القطن °14م…

و لكل نوع نباتي مجال حراري لينمو و يتطور و مثال ذلك نبات الذرى (شكل3) حسب (1961) Went.

شكل(3) : علاقة سرعة النمو بدرجة الحرارة عند نبات الذرى (Went،1961). 
شكل(3) : علاقة سرعة النمو بدرجة الحرارة عند نبات الذرى (Went،1961).

3 ) تدخل العديد من الأنواع النباتية في فترة كمون خلال دورة حياتها نتيجة الظروف البيئية غير الملائمة شتاءا و منها درجة الحرارة المنخفضة، وذلك بتحفيز من هرمون  Philips et al, 1980) ABA),  و لاستعادة النشاط في الربيع لابد من تعرض النبات للحرارة المنخفضة خلال بضع أسابيع.

4 ) انتقال بعض النباتات من المرحلة الخضرية إلى المرحلة الزهرية يتطلب تعرضه لدرجات حرارة منخفضة لفترة معينة (الارتباع).

وقد بين (1930) Blaauw et al في (1978) Heller تأثير الحرارة على عملية الإزهار عند نبات bulbe de tulipe كما هو موضح في الشكل 4 .

شكل (4) : درجات الحرارة المثلى للإزهار عند نبات bulbe de tulipe صنف W. Copland .(1978 ، Heller في1930 ، Blaauw et al)
شكل (4) : درجات الحرارة المثلى للإزهار عند نبات bulbe de tulipe صنف W. Copland
.(1978 ، Heller في1930 ، Blaauw et al)
2.2 – الفترة الحرارية:
  • تتطلب العديد من البذور دورة حرارية يومية للإنبات، فمثلا بذور نبات Rumax obtusifoluis تحتاج لفرق حراري بين النهار و الليل يقدر بـ °10م (Tolterdell et Roberts, 1980).
  •  تؤثر الفترة الحرارية على معدل النمو عند بعض الأصناف النباتية. مثلا نبات الطماطم ينمو بصفة  جيدة عند °26,5م نهارا و °17م إلى °20م ليلا وهذا مقارنة بوضعه في درجة حرارة ثابتة ( went،1961).
  • لا تزهر بعض النباتات إلا بعد تعرضها للفترة الحرارية المنخفضة.

3 – الفترة الضوئية:

يتغّير طول الفترة الضوئية التي يتعرض لها النبات حسب خطوط العرض و الفصول، حيث تبلغ أقصى حدّ لها في فصل الصيف و أدناه في فصل الشتاء، مما يؤثر على توزيع الأنواع النباتية حسب متطلباتها للنمو والتطور و بالتالي إتمام دورة حياتها. نفصّل ذلك في ما يلي:

يعمل طول الفترة الضوئية على تحفيز هرمون الإزهار داخل الأوراق والذي ينتقل بدوره إلى البراعم ليحفز المرستيم على تشكيل الأصول الزهرية بدلا من الأصول الخضرية.(Chailakhyan, 1968 ; Garner et Allard, 1920).

يؤثر طول الفترة الضوئية على تطاول السلاميات، سقوط الأوراق، فترة الكمون، تكوّن الأعضاء المدخّرة في بعض النباتات كنبات البصل حيث تزيد فيه عدد البصلات المكوّنة إذا ما عُرِّض لفترة ضوئية مطوّلة.

وعلى هذا الأساس تُقسّم النباتات حسب (1973) Duthil إلى :

  • نباتات نهار قصير: تحتاج لفترة إضاءة قصيرة (أقل من 14ساعة).
  • نباتات نهار طويل: تحتاج لفترة إضاءة طويلة (أكثر من 14ساعة).
  • نباتات محايدة : عديمة التأثير بطول النهار.

و نوضح في الجدول  (II)  تصنيف بعض الأنواع النباتية حسب استجابتها للفترة الضوئية.

جدول IIتقسيم بعض الأنواع النباتية المزروعة حسب استجابتها للفترة الضوئية( Duthil،1973). جدول II: تقسيم بعض الأنواع النباتية المزروعة حسب استجابتها للفترة الضوئية( Duthil،1973).
المصدر:

بولعسل معاد 2008 : تآكل التنوع النباتي في منطقة قسنطينة . جامعة منتوري قسنطينة.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط التقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

السابق
أهمية التنوع الحيوي
التالي
الطوابق والأقاليم المناخية والنباتية

اترك تعليقاً