إنتاج نباتي – دروس

الفقدان الزهري عند أشجار العنب

3
(2)

خلال تطور بداءات النورات مرورا بمختلف المراحل الفينولوجية وصولا إلى مرحلـة الثمـرة الناضجة، نلاحظ فقد وضياع كبيرين على مستوى العناقيد، فعدد الثمار الناضجة لعنقود عمليا أقل من عدد الأزهار التي كان يحملها، هذا الفـقد له وزنه خصـوصا عند مرحلتـي الانعقـاد والنضــج، ويـذكر  (1961) LAFON et al أننا نستطيع عمليا أن نقول أن هناك صأصأة (coulure) عندما لا تتحول النورات الظاهرة في الربيع إلى ثمار؛ ويأخذ هذا الضياع أشكالا عديدة.

1 – أشكاله :

منذ القديم (1893 ،VIALA) وحتى منتصف القرن العشرين (1936 ،BERNON) كانت الصأصأة تعبر فقط عن ذلك الفقد الناتج عن إخفاق الزهرة في الإلقاح ، إلا أن مفهوم الصأصأة توسع بعد ذلك ليشمل كل مظاهر الفقد من البدايات الأولى لتطور النورات وحتى بعد مرحلة الانعقاد.

يصنف (1965) BESSIS هذا الضياع إلى:

– ضياع حادث قبل الإزهار:

من المتواتر أن نجد أشكالا بينية بين العنقود والمحلاق، لكن هـذا موجـود أصلا داخل البرعم الشتوي ولم نجد أبدا –يضيف -(1965) BESSISعناقيد تطورت علـى شـكل
محاليق بعدما ظهرت في الحالة الفتية بصفة عادية وبأزرار زهرية جيدة التكوين.

ويأخذ هذا الضياع شكلين:

  •  هناك إمكـانية أن يتوقف نمو النورات الناتجـة من غصن قلـيل القـوة النامي عمـوما مـن برعم القاعـدة وتتفلـَّـن قاعدة المعلاق فتسقط النورة كليا (إجهاض) وذلك في الأسابيع الأولى بعد الإكماخ (1965 ، BESSIS).
  •  الشكل الثاني يصيب الأزرار الزهرية بانفراد وهذا ما يطلق عليه Filage والذي يرجـع حسـب (1974) BRANAS إلى عدة ميكانزمات:

أ- انتثار الأزرار الزهرية بحيث يبدأ بتوقف نمو الأزرار على مستوى القنَّابة حيـث تبقـى الأزرار صغيرة وتسقط بعد ذلك عن حاملها ويبدأ حينها هذا الأخير في التطاول، ويرجعها إلى نمو هذه النورات على أغصان هي كذلك في نمو نشط، وقد تساعد على ذلك عوامـل خارجية منها قوية الأصل، التربة، انخفاض في الحرارة، الدورة الضوئية…

ب- نقص عدد الأزرار الزهرية بحيث يظهر هذا النقص في البدايات الأولى لتكون النـورة، وهذه الحالة تابعة للتنبيه الزهري initiation florale ولا تتأثر بأية معالجة.

وهذا الضياع الحادث قبل الإزهار ظاهرة قليلة الدراسة وغير متحكمٍ فيها.

– ضياع حادث بعد الإزهار:

ناتـج هذا الضـياع من إخفاق الزهرة سـواء فـي الإخصـاب – وذلـك بسـبب عضـوي أو خارجي- أو في النمو والتطـور بعـد إلقاحهـا- وذلـك بسـبب غـذائي- (1974 ) BRANAS وهو ما تترجمه نسبة الانعقاد، وهي نسبة مهمة لمعرفة المردود وتعتبر مـن المعايير الواصفة للأصناف (2001 ،ANONYME. ؛1997 ،ANONYME)

ووجد  (1992) EZZILI  أن الأعناب المسنَّة أكثر عرضة للصأصأة من الأعناب الشابة ويعزوها إلى نقص قوتها.

2 – أسبابه:

للصأصأة أسباب عديدة:

– أسباب عضوية:

وتعزى إلى عدم اكتمال تكوين حبات اللقاح أو حدوث نقص في تكوين البويضـات مما يعوق إتمام عملية الإخصاب، وينتج عنه إما تساقطها أو إنتاج حبات لا بذرية صـغيرة تشـوه شـكل العناقيد الأشرم، ،(1993) أو أن تكون الأزهار ذات نمط غير عادي ( ذكرية أو غيـر كاملـة التخنـث) فالأشكال الوسطية بين الأزهار الذكرية والأزهار الأنثوية عديدة (1946) LEVADOUX وتختلف نسـبة الانعقاد بين مختلف الأصناف الزهرية ( 1956 ،KOZMAفي 1965 ،BESSIS).

– أسباب فسيولوجية :

وفيها يحدث اختلال في العلاقة الطبيعية بين قوة النمو الخضري للنبات وإثماره، فعند الزيادة الكبيرة في قوة نمو الأغصان يضعف نمو الأزهار والعناقيد الزهرية والثمرية وذلـك نتيجـة المنافسة على المواد الغذائية من طرف كل منهما ( 1974 ،BRANAS؛ الأشرم، 1993).

– أسباب مرضية :

ناتجـة عن التدخل المباشر لـبعض الطفيليـات، وتـؤدي الإصـابة بـالأمراض والطفيلـيات هذه إلى تســاقط الأزهـار فـي مرحــلة الإزهــار أو بعــد الإزهـار مباشـرة.  (1995،GALET) أو الأثر غير المباشـر لبعـض الأمـراض الفيروسـية ، court noué أو الحشـرات alphylloxera ل (1961 ،LAFON et) .

– الظروف البيئية :

وذلك بتدخل العوامل المناخية غير المحـبذة مثـل البـرد، الأمطـار أو الجفـاف “فالبرودة المترافقة مع الأمطار والمتزامنة مع الإزهار تُسقط عدد كبير من الأزهـار وتزيـد مـن حـدة الجبوذ (Millerandage)  “، ويساعد على ذلك امتداد مرحلة الإزهار حيث تدوم في العنقود 5-1 أيام وبين8- 4يوم للغرسة الواحدة وبين 15-8 يوم بالنسبة لحقل عنب (1910 ،VIALA et VERMOREL)
إلا أن هذه الأسباب تتداخل مع بعضها البعض ومن الصعوبة الفصل بينها.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط التقييم 3 / 5. عدد الأصوات: 2

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

السابق
خصوبة براعم العنب
التالي
التحديد المسبق لخصوبة البراعم

اترك تعليقاً