كمثلـه من النباتات الخضراء يحتاج نبات القمح إلى جملة من العوامـل الترابية والمناخية تسمح له بالنمو الجيد.
1 – التربـة:
تؤثر التربة على النبات بخصائصها الفيزيوكيميائية و الحيوية، فمحتواها من العناصر المعدنية والمواد العضوية وبنيتها النسيجية كلها عوامل تلعب دورا أساسيا في تغذية النبات؛ والتربة هي بمثابة خـزان للعناصر المغذية بالنسبـة للنبات وتطور الجذور مرتبط بمدى توفرتلك المواد (Maertens et .Clozel.,1989).
لاحـظ (Soltner.,1980) بأن القمح يتكيف مع مختلف الأتربة إذا زودت بالإسمدة العضوية مع ملاحظة وجود ثلاث مميزات في التربة تلائمه أكثر وهي :
- بنيـة نسيجية دقيقة تسمح لجذور القمح المتفرعـة بالإنتشـار والتماس مع أكبر مساحـة ومنه زيادة سطح الإمتصاص.
- بنية ثابتة تقاوم التدهور الذي يمكن أن تحدثه الأمطار.
- عمق جيد للتربة .
2 – الرطـوبـة:
الماء الموجود في التربـة هو العنصر الأساسي للنمو وكميته في النبات تؤثر مباشرة في تركيب المادة الجافة، والـماء في حالة حركة مستمرة بين التربة والجو مرورا بالنبات حيث تمتصه الجذور بواسطة الأوبار الماصة ليشكل مع الشوارد المعدنية ما يعرف بالنسغ الناقص الذي ينتقل الى الأوراق التي تطرح كمية كبيرة من الماء بظاهرة النتح، لذلك أصطلح على أن كمية الماء المنتوحة اللازمة لبناء (1غ) من المادة الجافة تشكل معامل النتح، كما أن إنتاش البذوريتأثر عند نبات القمح إذا
بلغت رطوبة التربـة ( من 30إلى 35% ) السعـة الحقليـة.
3 – الحـرارة:
العوائق التي يمكن أن تحـدد النمـو وتطور مختلف مركبات المحصول هي: الصقيع، الجفاف و الحرارة المرتفعـة (Evans et Wardlaw.,1976) . الحرارة هي العامل البيئي الذي يعدل باستمرار فيزيولوجية النبات فالحرارة الأكبر من (0م) ضرورية لإنتاش البذور و لتطور النهايات النامية الهوائية والترابية.
لاحـظ (Cooper.,1973 in : Jordan.,1987) أن حرارة الجذور تغير النسبة بين الوزن الجاف للقسمين الهوائي والجذري، كما أن الحرارة ترفع من نسبة فتـح الثغـور، التي تصل إلى أقصاها في المجال الحراري ( 20و 30م) إذا كانت الرطوبـة النسبية ،%100وتغلق الثغورنهائيا في المجال ( °Oو °5م) غالبا. لاحظ كثير من الباحثين أنه عند بداية تطاول السيقان يدخـل القمـح في مرحـلة جديـدة من الحساسيـة تجاهالصقيع فالمستويـات (- °4م) تـؤدي إلى تحطيـم السنابـل الفتيـة (Bouzerzour.,1998)؛ في المقابل فإن درجـات الحرارة المرتفعـة تؤثر في حلقـة التطور و الإنتـاج عند النبات؛ فإرتفاع الحرارة خلال المرحلة ما بعد خروج المـآبر يؤدي الى تسارع عمليـة إمتلاء الحبوب الشيء الذي يؤثر سلبا على وزن ألف حبة الذي يعتبر من أهم مكونات المردود(Abbassene.,1997 .).
4 – الإضــاءة :
الضوء عامل أساسي في فيزيولوجية النباتات الخضراء، فالتركيب الضوئي ظاهرة تحدث في عدة مراحـل كيميائية-ضوئية (Photochimique) وبيوكيميائية يتم خلالها تحويل الطاقة الضوئية الممتصـة من طرف الأصبغـة اليخضورية المتجمعة في الأنظمة الضوئية (PSI,PSII) إلى طاقة كيميائية يستعملها النبات؛
لا يحدث التحول المذكور بنسبـة %100 إنما ينتشر جزء من الطاقة في شكل حرارة وفلورة (Havaux.,1992) (Fluorescence) .
يؤثر الضوء بشدته أو بمدته (Photopériode) على نمو النبات؛ تُعتبرالإضاءة الشديدة مع الاجهاد المائي من أهم العوامل المؤثرة على معدل التركيب الضوئي في المناطق شبـه الجافة (Havaux.,198).