إن مكان مصانع الأسمدة يجب أن يختار وبشكل جيد للتقليل من متطلبات رأس المال وتكاليف التشغيل والتوزيع . لأن النتيجة النهائية المرغوبة في معظم الحالات هي التقليل من كلفة السماد للمزارع . ولكن هناك اعتبارات أخرى تدخل في مجال اختيار موضع وموقع المصنع مثل الأمن القومي – الاكتفاء الذاتي – توفير القطع الأجنبي – وتقديم المساعدة للمناطق الأقل تطوراً .
كل هذه الاعتبارات صحيحة وفعالة ولكن الأثر الذي تتركه على تكلفة إنتاج الأسمدة وبالتالي على إنتاج الأغذية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار .
إن تخطيط إنتاج الأسمدة وتسويقها على أساس إقليمي ذو فوائد كثيرة ، لقد أظهرت الدراسات التحليلية لاختيار موقع المصنع وفراً ملحوظاً في تكاليف الإنشاء والتشغيل عندما يتم التخطيط على أساس إقليمي وليس على أساس قومي.
مثل هذا التخطيط يجب أن يمضي قدماً باستخدام الموارد الموجودة في كل بلد من بلدان المنطقة: كأن يستخدم الغاز الطبيعي الموجود لإنتاج الأمونيا، والكبريت لإنتاج حمض الكبريت في بلد آخر وصخر الفوسفات في ثالث وربما البوتاس في بلد رابع .
وبالبلاد التي لا تملك مواداً خاماً يمكنها أن تؤسس إنتاجا وطنياً للأسمدة لتلبية نسبة مئوية من حاجاتها . أما باقي حاجاتها من الأسمدة فيتم عن طريق الاستيراد إذا لم يكن التعاون الإقليمي ممكناً كما يمكن أن يكون للاتفاقات الثنائية أو الثلاثية دوراً مفيداً .