يكثر انتشار الأراضي المالحة طبيعيا في المناطق الجافة ( Rengazamyو آخرون، 2003).
و هي غالبا ما تظهر على شكل سبخات لكن يمكن أن تتشكل أيضا بعيدا عن الرؤية أين لا تكون لها علاقة بالمياه الجوفية أو بصعود مستوى المياه الجوفية. (2002 ،Rengazamy).
ينشأ التمليح عندما تتحد الشروط التالية:
– وجود أملاح شديدة الذوبان في التربة
– مستوى عالي من المياه الجوفية
– نسبة تبخر عالية (سرعة نفاذية مياه الأمطار في التربة اقل من سرعة تبخرها).
تظهر هذه الخصائص عادة في المنخفضات و شبكات الصرف أي على قاعدة التلال و في المناطق المسطحة المنخفضة و المحاطة بالمستنقعات و مستويات الماء المنخفضة قليلا، على العموم يمكن القول أن الملوحة تكثر في المناطق التي تصلها المياه الجوفية. ينتج التمليح أو تراكم الأملاح عموما في الريزوسفير عندما تفوق كمية الماء التي تفقدها التربة عن طريق التبخر الكمية الناتجة من ترشيح الأمطار، هذا العوز المائي يظهر طبيعيا في كثير من المناطق الفلاحية. زيادة على نقص الماء يتأثر التمليح بالطبوغرافيا، المحتوى الملحي لمواد التربة الأصلية و للطبقات الجيولوجية المتراصة، العوامل الهيدرولوجية و طريقة استعمال الأراضي.
حيث و بالرغم من أن تمليح التربة هو أساسا ظاهرة طبيعية يبقى للإنسان يد فيها من خلال استغلاله للأراضي (خاصة الممارسات التي تؤثر على تسيير التربة و المياه ) و اللجوء إلى تبوير الأرض ، الشيء الذي يساهم و بكثرة في تفاقم ملوحة التربة ( Eilersو آخرون، 2000).
ترتبط ظاهرة الملوحة غالبا بالسقي و بسوء تسيير المياه (1995 ،Cheverry) . و قد تزداد هذه المشكلة نتيجة لنقص المياه ذات النوعية الجيدة في المناطق الجافة و شبه الجافة أين يصبح اللجوء إلى استعمال المياه الملوثة و إعادة استعمال مياه الصرف في السقي من الأمور المفروضة كممارسات زراعية عادية و التي لا يمكن تجنبها (Hamdyو آخرون1995) .