إنّ الحديقة المنزلية هي بمثابة متنفّس للبيت ومكان للتّرفيه أيضاً ففيها تكثر الجمعات العائلية وخاصة إذا كانت كبيرة المساحة وتتواجد فيها أماكن للجلسات وبعض أشجار الزينة والورود فجميع ماذكر يزيد الحديقة جمالاً ويبعث السرور بالنفس ، إن الحديقة المنزلية تحتاج لرعاية خاصة ، كما أنّها تحتاج لإهتمام حتى تحافظ على جمالها ، وأغلب الناس يهتمون بأشجار الزينة والورود وينسون أنهم بإمكانهم زراعة بعض الأشجار وبعض الخضراوات الورقيّة التي لا تحتاج لمجهود .
وفي مقالي هذا سأبين بعض الأشجار التي بالإمكان زراعتها بحديقة المنزل إذا توفرت المساحة ، وبعض الخضراوات الورقية التي يعتبر منتوجها إكتفاء ذاتي بالنسبة للعائلة وبأقل مجهود وأقل تكاليف ، عدا عن ذلك إن زراعة الخضراوات في حديقة المنزل لها مذاقاً مختلفاً عن الخضراوات التي تباع بالأسواق والتي تخضع لعمليات تسميد كبيرة لإنتاج المحاصيل بوقت أقل .
بعض الأشجار التي بالإمكان زراعتها بالمنزل :
شجرة العنب : يتم زراعة شجرة العنب بدايةً بأخذ ساق صغير يحتوي على عقد من شجرة عنب كبيرة أثناء تقليمها ، ويتم وضعها في وعاء فيه ماء لفترة زمنية تتراوح ما بين الخمس أيام ويتم غرسها بالأرض وحفر الأرض حولها بطريقة دائرية وريّها حتى تعقد وتُورق لتبدأ بالنّمو ، بعض أشجار العنب تنمو على شكل شجيرات صغيرة والبعض الآخر يفضل أن تكون على معرّش يُسهل نموها وإمتدادها كما أنها تعطي منظراً رائعاً عند نمو الأوراق وتكوّن قطوف العنب ، وتعطي مكاناً وافراً بالظل وتكون الجلسات تحت المعرّش من أجمل الجلسات الصيفية الرّائعة ، يحتاج شجر العنب إلى مساحة كبيرة نوعاً ما كما أنه يحتاج إلى تقليم ورش بأنواع معينة من المبيدات الحشرية التي تمنع تكاثر المن ويحتاج إلى دهن السيقان والفروع بالزيت الشتّوي ليستمر في عطائه ومنتوجه ، كما يمكن الإستفادة من الأوراق في عمل المحاشي وقطوف العنب كنوع من الفاكهة وفي بعض الشعوب يتم إستخدام قطوف العنب قبل نضوجها لعمل أنواع من الخل .
شجرة اللّيمون : تعتبر من أجمل الأشجار التي بالإمكان زراعتها بحديقة المنزل حيث لا أروع من رائحة زهر اللّيمون يعبق في حديقة المنزل في وقت الإزهار والصيف ، وبالإمكان إستخدام كمية صغيرة من السّماد الذي يسمى ( يوريا ) لتفعيل إنتاجها أو إستخدام سماد الحيوانات المعروف بالسّماد الطبيعي .
شجر الزّيتون : يعطي جمالاً للحديقة بأوراقه دائمة الخضرة على مرّ الفصول وهو لا يحتاج إلى رعاية بدرجة كبيرة ، كما أنه يوفر الظّل ويمكن الإستفادة من الزّيتون إمّا مكبوساً أو يُعصر لإنتاج زيت الزّيتون الصّافي .
شجر التّفاح : ومنه نوعان التّفاح الصّيفي الصغير والتفاح الذي يتم إنتاجه مرّة واحدة بالسنة ، تحتاج شجرة التّفاح إلى تقليم الأغصان والرّش بأنواع معينة من المبيدات الحشرية والزيت الذي يعمل على حمايتها وزيادة كفائتها .
شجر التين : وهو من الأشجار المعمرة والذي يحتاج لمساحة واسعة في حديقة المنزل ، كما اّنه يحتاج للريّ .
إن ّمعظم الأشجار التي تم ذكرها سابقاً تحتاج لمساحة واسعة نوعاً ما وتنسيق معين لإعطاء الحديقة منظراً جذاباً وجميلاً وللإستفادة منها.
أمّا الخضراوات الورقيّة فهي كثيرة ومتعددة ومنها الجرجير والبصل الأخضر والبقدونس والشبت والنعنع الأخضر كما يمكن زراعة الشّاي الأخضر إن تم توفير فسيله منه ، والسبانخ والخس والبقلة جميعاً خضراوات ورقيّة يمكن زراعتها بأحواض تزيد من جمال الحديقة ويمكن الإستفادة منها ، وغالبية الخضراوات الورقيّة يتم زرعها عن طريق حرث الأرض أو تقليب التربة ورش البذور وريّها حتى تنمو ويمكن إضافة أنواع معينة من السماد الطبيعي لتفعيل نموها .
كما يمكن زراعة اليقطين وهو يحتاج لمعرّش صغير حتى تمتد سيقانه بسهولة وعند نموه يعطي للحديقة منظراً رائعاً ، كما أنه زراعته في الحديقة المنزلية يبعد الحشرات والآفات الزراعية والذباب .
ولا بد من ذكر الأعشاب العطرية كالزعتر والميراميّة وإكليل الجبل ،حيث يمكن زراعتها بسهوله في حديقة المنزل عن طريق غرس شتلة صغيرة من أي نوع وريّها وهي كفيلة لتكبر وتمتد جذورها بالتربة بسرعة ، تاركة رائحة عطرية جميلة ومنظراً رائعا وعشبة تكنز الكثير من الفوائد .
أمّا الورود والأزهار فيمكن زراعة أنواع شتّى كالياسمين أو الكولونيا أو العطرة وورود الجوري وغيرها الكثير …، حيث جميهعا تعمل على تعطير الجو المحيط بأجمل الروائح العطرية وتعطي منظراً رائعاً ، كما أنه توجد أشجار للزينة يتم زراعتها في أحواض معينة من حديقة المنزل ويتم تقليمها بطرق فنية رائعة ، ومن أجمل الأشجار التي يتم زراعتها في المنزل هي شجرة الصفصاف الرائعة التي تتميز بأغصانها وأوراقها المسدلة .
إنّ الإهتمام بحديقة المنزل يعد جزءاً من الإهتمام بالبيت كما أنّها توفر الهدوء النفسي والمكان الجميل المريح .