امراض النباتات - دروس

طرق مكافحة أمراض النبات

3.7
(17)

أولاً: الطرق التشريعية

يقصد بالطرق التشريعية منع دخول المسبب المرضى إلي منطقة جديدة غير موجود بها أصلا ، فقد تكون هذه المنطقة دولة أو مقاطعة أو ولاية في احدي الدول. وفي بعض الأحيان قد يمنع دخول المسبب المرضى إلي مكان ما بالرغم من وجوده في هذا المكان كإجراء احتياطي لمنع دخول سلالات جديدة من المسبب والتي قد تكون أكثر شراسة في حدوث أمراض النبات. ويعتبر الحجر الزراعي أهم الطرق التشريعية  ومعني الحجر الزراعي هو عزل النبات على أن يكون تحت الملاحظة والرعاية حتى يتم التأكد من خلوه من الأمراض المحظورة . ولكن أصبح الآن المعني أعم وأشمل حيث يشمل جميع الإجراءات المتبعة  والتشريعات والقوانين التي تنظم انتقال النباتات أو أجزائها من دولة إلي أخري أو من مكان إلي أخر داخل نفس الدولة. وتختلف قوانين الحجر الزراعي من دولة إلي أخري ولكنها تشترك في الحد من أو منع دخول  ما يأتي:

أ – منع دخول أو استيراد الكائنات المسببة لأمراض النبات مثل الفطريات والبكتيريا والفيتوبلازما والفيروسات وغيرها والتى قد تكون محمولة على التقاوى والبذور والشتلات والعينات النباتية القادمة من الخارج.

ب – الحذر من استيراد النباتات حتى يتم التأكد من خلوها من الأمراض.

ج – منع دخول أي نوع من التربة الملوثة بالطفيليات الممرضة للنبات.

د – فحص ومنع دخول الحاويات ذات الأصل النباتى مثل الصناديق  والسلال والتي تحمل طفيليات ممرضة للنبات. ولذلك توضع القوانين التى تساعد على تطبيق ذلك بدقة وبسهولة وبحيث لا يتعارض ذلك أو يعرقل التجارة والتصدير والاستيراد بين الدول وعند استيراد أى نباتات يجب أن يراعي ما يأتي:

  1.  استيراد نباتات من دول غير موجود بها المرض، حيث يوجد في معظم الدول قائمة بالأمراض المسجلة والموجودة بها. فمعظم الدول الأوروبية وأمريكا وكثير من دول أمريكا الجنوبية كالبرازيل والأرجنتين والدول العربية مثل مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ودول جنوب شرق آسيا كاليابان والصين وأندونيسيا وماليزيا وكوريا الجنوبية وكذلك استراليا وغيرهم الكثير من الدول يوجد بها هذا الحصر والتسجيل للأمراض المختلفة ، ويساعد هذا الحصر فى حركة التجارة النظيفة للمنتجات النباتية بين الدول.
  2.  الاستيراد من دول بها حجر زراعي ذو كفاءة عالية حيث تتوقف كفاءة  الحجر الزراعي في هذه الحالة على دقة التفتيش ومعاملة النباتات تحت التصدير بكفاءة عالية.
  3.  التعامل مع مصادر معتمدة وذات سمعة ممتازة في تصدير النبات بالدولة المختارة.
  4.  الحصول على الشهادات الرسمية والدولية من المصدر والتى تدل وتؤكد على خلو  الشحنة من المرض أو معاملة الشحنة قبل تصديرها للتأكد من خلوها من الأمراض ويتم تسجيل ذلك كله في الشهادة.
  5.  مجرد وصول الشحنة إلي ميناء الاستيراد يجب فحصها على الباخرة أو الطائرة قبل نزولها. وتبعاً لذلك يسمح بدخول الشحنة أو ترفض أو تعامل إن أمكن. وتكون المعاملة بالمطهرات التي تسبب قتل الطفيليات، حيث تجري للرسائل عملية التدخين ببعض الغارات وأهمها غازات الكلوربكرين أو الداى كلوروبروبان- داى كلوروبروبان أو بإستخدام أقراص غاز الفوسفين أو بإستخدام غاز بروميد الميثايل وهو غاز غير قابل للاشتعال وعديم اللون والرائحة
  6.  استيراد الأجزاء النباتية الأكثر ضماناً لخلوها من الأمراض والأسهل في معاملتها. تعتبر البذور أكثر ضماناً من الأجزاء الخضرية والعقل العادية أكثر ضماناً من الشتلات.

وهناك نوعان من الحجر الزراعي هما:

(أ) الحجر الزراعي الخارجي:

وهو يتعامل مع الواردات بين الدول وبعضها. ويمنع الحجر الزراعي الخارجي دخول كثير من الأمراض إلي الدولة ، ففي مصر يمنع دخول شتلات الموالح المصابة بمرض تقرح الموالح حيث أن المرض غير موجود في مصر ، كما يمنع دخول أمراض أخرى مثل العفن الأسود في العنب والأرجوت في القمح. كما يمكن للحجر الزراعي أن يمنع دخول عينات نباتية مصابة بمرض موجود بالدولة المصدرة خوفاً من دخول سلالات جديدة من الطفيل ومثال ذلك مرض اللفحة في الأرز والتفحم في الذرة الشامية في الحجر الزراعي المصري. كما يمكن أن يسمح الحجر الزراعي  بدخول نسبة منخفضة من عينات نباتيه مريضة حيث يسمح في مصر بدخول رسائل درنات البطاطس المصابة بمرض الجرب العادي بنسبه لا تزيد عن 3%.

(ب) الحجر الزراعي الداخلي:

وهو الذي يمنع انتقال الرسائل النباتية من منطقة إلي أخري في داخل الدولة الواحدة. ويوجد أمثلة كثيرة للحجر الداخلي وهو ما حدث في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تم منع دخول أي شتلات موالح مصابة بمرض تقرح الموالح إلي هذه الولاية وبذلك أصبحت هذه الولاية خالية من المرض بعد أن عانت منه الكثير. يوجد أيضاً أمثلة لذلك في مصر حيث يوجد حجر زراعي داخلي على نباتات الموز لمقاومة مرض تورد القمة حيث صدر في عام 1954 قرار وزاري بمنع نقل نباتات الموز وأوراقه وفسائله من أية جهة إلي أخري إلا بترخيص من وزارة الزراعة. ويوجد أيضاً في مصر حجر زراعي داخلي على البصل لمقاومة مرض العفن الأبيض حيث ينتشر المرض بدرجة كبيرة في بعض محافظات الوجه القبلي وهي بني سويف وسوهاج والمنيا وقنا.

ثانياً: الطرق الزراعية

تعتبر الطرق الزراعية من الوسائل الهامة لمكافحة الأمراض النباتية وهى تهدف لإبادة الطفيليات الممرضة للنبات تحت ظروف الحقل،  ويتم تطبيق الطرق الزراعية بوسائل عديدة منها ما يأتي:

1- إتباع دورة زراعية مناسبة:

يعتبر تكرار زراعة أى محصول باستمرار في منطقة معينة أحد أهم العوامل المناسبة لزيادة وإنتشار المرض في هذه المنطقة، حيث يزداد تبعاً لذلك تركيز الطفيل في هذه المنطقة سنة بعد الأخرى حتى يصبح شديد الضرر على النبات. ويراعى في تصميم الدورة الزراعية أن تكون المحاصيل المتعاقبة غير قابلة للإصابة بنفس الأمراض حيث تساعد هذه الطريقة في الحد من إنتشار مسببات الأمراض التى لا يمكنها أن تعيش في غياب عوائلها لفترة طويلة.

2- إختيار الأرض المناسبة للمحصول:

حيث يتم تجنب الزراعة في الأرض رديئة الصرف أو الضعيفة أو القلوية أو المالحة والتى لا يتناسب الزراعة فيها بمحاصيل معينة لا تجود فيه ، وكما يحدث سنويا في مصر في حالة إختيار آراضى خالية من مسبب العفن البنى في البطاطس.

3- إتخاذ الإحتياطات اللازمة عند جمع المحصول ونقله وتخزينه:

ومن أهم هذه الإحتياطات تجنب إحداث الجروح أو الخدوش في الثمار لأنها تسهل دخول الطفيليات المسببة للأمراض.

4- إتباع طرق ومواعيد الزراعة المناسبة:

حيث يمكن عن طريق ذلك تقليل فرصة حدوث الإصابة للنبات أو العمل على هروبه من الإصابة والأمثلة على ذلك كثيرة ، فالزراعة البدار أو السطحية للقمح تقلل من إصابته بأعفان الجذور، والزراعة بطريقة المضرب والرمل وعلى الجهة القبلية للريشة تمكن نباتات القطن من الهروب من الإصابة بخناق القطن.

5- الإعتدال في الرى وتنظيمه حسب إحتياجات المحصول:

لأن زيادة الرى عن حاجة النبات يعمل على إضعاف المجموع الجذرى للنباتات ويعرضها للإصابة بالأمراض، كما أن إرتفاع رطوبة التربة يلائم نمو الكثير من الكائنات الممرضة للنبات.

6- التسميد الملائم من حيث نوع السماد وكميته:

فالتسميد الزائد بالأسمدة الآزوتية يزيد من النمو الخضرى ويقلل من سمك طبقة الكيوتيكل في النبات مما يجعل النباتات أكثر قابلية للإصابة بالأمراض. بينما التسميد البوتاسى والفوسفورى يجعل النباتات أكثر مقاومة للأمراض.

7- إزالة وحرق وإبادة الحشائش:

حيث تأوى الحشائش الكثير من المسببات المرضية وتعتبر عوائل متبادلة لها كما أنها تنافس المحصول في غذائه وتعمل على إضعافه وإصابته بالأمراض المختلفة.

8- إزالة العائل والطفيل:

تعتبر عملية إزالة العائل المصاب والطفيل في نفس الوقت من الطرق الزراعية الهامة للتخلص من المرض بكفاءة   وقد إستخدمت هذه الطريقة بنجاح في مقاومة مرض تقرح الموالح وتتبع هذه الطريقة أيضا مع بعض الأمراض الفيروسية مثل مرض تورد القمة في الموز حيث يجري اقتلاع النباتات المصابة وحرقها للتخلص من المرض.

9- إتباع العمليات الزراعية السليمة:

فإجراء العزيق على فترات منتظمة والحرث الجيد العميق يؤدي إلي إزالة الحشائش والتي تعتبر مأوي لكثير من الطفيليات الممرضة للنبات. يساعد الحرث العميق على تهوية التربة وتعريضها لأشعة الشمس والتي تسبب موت بعض الطفيليات.

10- التشميس:

ويتم بتغطية التربة بشرائح البولي إثيلين البلاستيكية لمدة أسبوعين أو أكثر مما يعرض التربة لأشعة الشمس القوية ذات التأثير الضار على الكائنات الحية الدقيقة بالتربة وتسبب موتها نتيجة إرتفاع درجة حرارة التربة عن 50 درجة مئوية. وتستخدم هذه الطريقة في مقاومة مرض ذبول الطماطم.

11- تغيير درجة حموضة التربة:

يعتبر تغيير درجة حموضة التربة من الوسائل الزراعية الهامة لقتل أو منع نشاط بعض المسببات المرضية. وقد أستخدمت هذه الطريقة بنجاح في مقاومة مرض الجرب العادي في البطاطس حيث أضيف الكبريت الزراعى للتربة الملوثة بالمسبب المرضى مما أدى إلى تقليل حموضة التربة للدرجة التى لا تسمح للمسبب المرضى بالنمو والنشاط وبالتالى تمت مقاومة المرض.

12- زراعة النباتات الصائدة:

وهى عبارة عن نباتات غير عائلة وغير قابلة للإصابة بالطفيل ولكنها تسبب إجهاض القدرة المرضية للطفيل ويتم ذلك بتنشيط جراثيم الفطريات ودفعها للإنبات في غياب عائلها فتموت.. ومن الأمثلة على ذلك إستخدام الكتان كنبات صائد لهالوك الطماطم والتبغ.

13- غمر التربة بالماء:

يؤدى غمر التربة بالماء لعدة أسابيع إلى موت الكثير من المسببات المرضية في التربة. وقد أمكن بهذه الطريقة إبادة الفطر المسبب لمرض الذبول في الموز  .

14- التدابير والإجراءات الصحية:

تهدف التدابير والإجراءات الصحية إلى الحد من وإبادة المسببات المرضية المختلفة ويتم ذلك بإتخاذ الكثير من التدابير الهامة:

  1.  التخلص من الأجزاء النباتية المصابة أو النبات المصاب كاملا أو البقايا المحصولية والقضاء عليها يكون ضروريا في كثير من الأحيان للقضاء على المسببات المرضية.
  2.  إزالة وإبادة العوائل المتبادلة من التدابير الهامة كما يحدث في إزالة عوائل الباربرى العائل الثانى لصدأ الساق في القمح.
  3.  كما تعتبر معالجة الجروح الناتجة عن التقليم أو الكسور أو التقرحات على الساق من العمليات الهامة في مقاومة الكثير من الأمراض.
  4.   تجنب إستعمال السماد البلدي الملوث الذى قد يحمل وينشر مسببات الأمراض التى لها القدرة على الكمون في التربة كما هو متبع الآن في عدم نقل التربة الزراعية والسماد البلدى إلى الآراضى الزراعية المستصلحة حديثا حتى لا تنتقل إليها العدوى بالكثير من مسببات الأمراض.
  5.  إنتخاب تقاوى خالية من المسببات المرضية وإستعمال تقاوى  معتمدة بشهادة رسمية تفيد خلوها من مسببات الأمراض من أهم التدابير الصحية التى تستخدم لمقاومة أمراض النباتات
  6. غسيل الأيدي بالماء والصابون وتطهير أدوات التقليم بالديتول أوالبيتادين وعدم التدخين قبل أو أثناء القيام بعمليات التقليم والربط لنباتات الطماطم  في الزراعة المحمية يمنع الإصابة بفيروس تبرقش الطماطم.

15- الزراعة بالأصناف المقاومة:

تربية أصناف مقاومة للأمراض من الطرق المفضلة لدي المزارعون ، حيث أنها توفر تكاليف المقاومة الكيماوية. وقد أمكن بهذه الطريقة حل الكثير من المشكلات التى كانت تواجه الإنتاج الزراعى والتى كانت تتمثل في إنكسار الكثير من الأنواع والأصناف النباتية أمام الكثير من المسببات المرضية. وقد أمكن بهذه الطريقة إنتاج أصناف قمح جديدة مقاومة لصدأ الساق والصدأ الأصفر والصدأ البرتقالى وكذلك إنتاج أصناف من القطن مقاومة للذبول وأصناف ذرة مقاومة للتفحم العادى وأصناف قمح مقاومة للتفحم وأصناف طماطم وبطاطس مقاومة للفحات والأمثلة كثيرة في هذا السياق.

ثالثا: الطرق البيولوجية

تعتمد المقاومة البيولوجية على استخدام بعض الأحياء الدقيقة في الطبيعة لتقوم بفعل مضاد لنمو الطفيليات الممرضة وخاصة تلك التي تعيش مسبباتها في التربة بغرض التخلص من تلك الكائنات أو تقليل تاثيرها الضار ومثال لك:

1- استخدام فطريات التضاد:

حيث وجد أن بعض الفطريات يمكنها التطفل على فطريات أخرى ممرضة للنبات

2- استخدام بكتيريا التضاد:

فقد وجد أن إضافة معلق من بكتيريا باسيلس سبتلس Bacillus subtilis إلى التربة أدى إلى مقاومة ناجحة لعديد من الأمراض. وهناك أيضا أنواعا من البكتيريا أمكن استخدامها بنجاح في مقاومة النيماتودا الممرضة للنبات خاصة نيماتودا تعقد الجذور

3- استخدام الفيروس البكتيرى (البكتيريوفاج):

وهذا يمكنه التطفل على كثير من أنواع البكتيريا الممرضة للنبات وهذا النوع من المقاومة البيولوجية يبشر بمستقبل طيب في مقاومة الكثير من المسببات البكتيرية الممرضة.

4- إستخدام الفطريات في مقاومة النيماتودا:

هناك بعض الفطريات الغير ممرضة للنبات والقاطنة في التربة يمكنها إصطياد ديدان النيماتودا وافتراسها

5- تغيير ظروف التربة لتكون أكثر ملاءمة للنبات وأقل ملاءمة للكائنات الممرضة:

ويتم ذلك بتغيير درجة حموضة التربة من خلال إضافة المادة العضوية التى تزيد من نشاط الفطريات المترممة المحللة للسيليلوز فتقلل بالتالى من نمو فطر الريزوكتونيا الذى يصيب كثير من المحاصيل.

رابعا: الطرق الكيماوية

تحتل المقاومة بالطرق الكيميائية مركز الصدارة بين طرق المقاومة المختلفة وذلك لسرعة تأثيرها وبقاء فاعليتها لفترة طويلة ولسهولة تنفيذها. وتتم المقاومة الكيماوية باستخدام المركبات الكيميائية التي يمكنها أن تقلل أو تقتل أو تمنع نمو وتجرثم الطفيليات الممرضة للنبات، وتسمى المركبات الكيماوية المؤثرة على الطفيليات الممرضة للنبات بالمطهرات الكيماوية أو المبيدات الكيماوية.

بعض المركبات الكيماوية المستخدمة في مقاومة االأمراض النباتية ومسبباتها:

1- مركبات الكبريت:

هناك كثير من صور الكبريت التى تستخدم في برامج مكافحة الأمراض النباتية بنجاح تعفيرا على الأسطح النباتية أو في معاملة التقاوى والبذور مثل الكبريت المطحون أو رشا على النباتات مثل  الكبريت الميكرونى والكبريت القابل للبلل وغروى الكبريت ومركبات الكبريت العضوية التابعة لمجموعة الكرباميت مثل دياثين – م 45  وزينيب وغيرها ومركبات الجير والكبريت والكابتان والتى تستخدم للوقاية من أمراض البياض الدقيقى والزغبى ومعاملة التقاوى والبذور.

2- المركبات النحاسية :

هناك الكثير من المركبات النحاسية التى تستخدم كمبيدات لمكافحة الكثير من مسببات الأمراض النباتية والوقاية منها،  فهناك المركبات المحتوية على النحاس والجير مثل مخلوط بوردو الذى كان يستخدم في العقود السابقة رشا على النباتات للوقاية من كثير من الأمراض مثل أمراض البياض الزغبى واللفحة المبكرة والمتأخرة في البطاطس والطماطم والتبقع البنى في الفول وغيرها من الأمراض الأخرى، وكذلك عجينة بوردو التى تستخدم حتى الآن بنجاح في علاج مرض تصمغ الموالح الفطرى. وهناك أيضا مركبات نحاسية خالية من الجير مثل مركبات أوكسى كلورو النحاس وهيدروكسيد النحاس اللذان يستخدمان بنجاح في برامج مكافحة الكثير من الأمراض النباتية الفطرية والبكتيرية مثل  أمراض البياض الزغبى وأمراض اللفحة في البطاطس والطماطم وتجعد أوراق الخوخ وأمراض اللفحة البكتيرية.

3- المطهرات الفطرية الجهازية:

هناك كثير من المجموعات الكيماوية ذات التأثير الجهازي على المسببات المرضية وتسمى بالمعالجات الكيماوية لقدرتها على الوصول إلى الكائنات الممرضة داخل النبات والقضاء عليها وتوفير الحماية للنبات من الإصابة الجديدة.

4- المضادات الحيوية:

المضادات الحيوية عبارة عن مركبات كيماوية تفرزها الكائنات الحية مثل البكتيريا والفطريات والأكتينوميسيتات وبعض النباتات الراقية وهى ذات تأثير سام ضد الكثير من المسببات المرضية الأخرى..

5- الغازات والمدخنات الكيماوية:

تستخدم تلك الغازات والمدخنات الكيماوية في تطهير وتعقيم التربة، ومنها غاز الفورمالدهيد ويوجد تجاريا في صورة محلول الفورمالين 40% ويستخدم المحلول المخفف منه في تطهير التربة في الصوب الزراعية والمساحات الصغيرة والمخازن والآلات الزراعية والأصص. وهناك أيضا مركب برومور الميثايل وهو غاز سائل عديم اللون والرائحة أثقل من الهواء ويمتاز بشدة تأثيره ونفاذيته العالية .

 6- المركبات المستخدمة في مكافحة النيماتودا:

ومنها مركبات جهازية وأخرى غير جهازية والتى تستخدم في القضاء على النيماتودا الموجودة بالتربة االمسببة لأمراض تعقد الجذور في كثير من محاصيل الخضر والفاكهة وكذلك مرض تثألل الحبوب في القمح.

خامسا: طرق استحثاث المقاومة الطبيعية (تكوين المركبات الدفاعية)

يتجه الاهتمام في الآونة الأخيرة إلى الحد من تلوث البيئة نتيجة انتشار كثير من الأمراض  مثل الفشل الكلوي والأورام وحساسية الصدر بين الناس بسبب تلوث الغذاء والهواء نتيجة الإفراط في استعمال المواد الكيماوية على المنتجات الغذائية أو في التربة وبقاء الكثير منها دون تحلل في التربة لعشرات السنين وزيادة الأثر المتبقي للبعض الآخر في ثمار الفواكه والخضروات والأجزاء الورقية ومن ثم انعكاس تأثيرها الضار على الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة. لهذه الأسباب اتجهت الدراسات العلمية الحديثة للبحث عن بدائل للمواد الكيماوية المستخدمة في مقاومة الأمراض النباتية ، حيث أن الوسائل الزراعية والبيولوجية والتشريعية لن تكون كافية للسيطرة على الأمراض بمفردها. وقد توصلت تلك الدراسات إلى ما يسمى باستحثاث المقاومة الطبيعية في النبات من خلال دفعه إلى تكوين مركبات دفاعية أو من خلال تنشيط العوامل البيولوجية التي تساعد على مقاومة النبات للأمراض.

وعلى ذلك يمكن تعريف المقاومة المستحثة كالتالي:

المقاومة المستحثة في النباتات:

هي المقاومة التي تظهر بعد الحقن المسبق للنباتات بمختلف العوامل الحيوية ، أو بعد المعاملة المسبقة بمختلف العوامل الفيزيائية والكيماوية. وتنقسم المقاومة المستحثة حاليا إلى قسمين. القسم الأول عبارة عن المقاومة الجهازية المكتسبة وهى عبارة عن المقاومة الجهازية التي تظهر في النبات بعد حقنه بكائن حي يسبب موت الأنسجة في الأوراق وتعتمد في تكشفها على ممر حمض السلسيلك، ويتكون فيها مجموعات من البروتينات تسمى البروتينات المتعلقة بالمرضية. أما القسم الثانى فيسمى المقاومة الجهازية المستحثة وهى تعتمد في تكشفها على أنواع من الرايزوبكتيريا المعزولة من التربة وغالبا لا تظهر إلا في النباتات ذات الفلقتين أو عديدة الفلقات ويعتمد هذا النوع من المقاومة على ممر حمض الجاسمونك والإثيلين وليس للبروتينات المتعلقة بالمرضية أى دور في هذه المقاومة.  وهناك الكثير من التطبيقات على إستحثاث المقاومة للأمراض النباتية بإستخدام العوامل الحيوية وغير الحيوية مثل الفطريات والبكتيريا والمثيرات الميكروبية والكيماويات أو بتقسية النباتات ضد الظروف البيئية غير الملائمة.ومن امثلتها :

  1. تعريض نباتات القمح الشتوى للبرد الشديد أو رشها ببعض الأحماض الأمينية أدى إلى تكوين تلك النباتات لإنزيمات الشيتينيز والبيروكسيديز وهما من البروتينات المتعلقة بالمرضية وساعدا النباتات على مقاومة الأعفان والنيماتودا التى تصيبها.
  2. معاملة نباتات الطماطم بمادة البيون كمادة حاثة على المقاومة أدى إلى مقاومة النباتات لبعض الفطريات ومقاومة مرض تجعد أوراق الطماطم الفيروسى.
  3. رش نباتات الخيار براشح مزرعة الفطر فيرتيسليوم ألبوأترم يحث النباتات على مقاومة الإصابة بالفطر نفسه إذا حقن في التربة المنزرع بها الخيار وذلك لإحتواء هذا الراشح على أحماض أمينية تشجع على المقاومة.
  4. رش المجموع الخضرى لنباتات الخيار بمركب فوسفات ثنائى البوتاسيوم يحث النباتات على مقاومة البياض الدقيقى وذلك نتيجة لتكوين البروتينات المتعلقة بالمرضية.
  5. رش نباتات الفول البلدي براشح فطر البوطرايتس فابى أو بجراثيمه المضعفة أو المقتولة بالحرارة يجعل النباتات مقاومة لمرض التبقع البني على الفول عن طريق حث تلك النباتات على تكوين المركبات الدفاعية في الأوراق لمقاومة المرض.

وهناك الكثير من التطبيقات في مجال استحثاث المقاومة للأمراض النباتية باستخدام العديد من المركبات الكيماوية مثل أملاح الفوسفات وأملاح الكالسيوم  وثانى أكسيد السليكون وكلها مركبات تحث النباتات المعاملة على تكوين إنزيمات الشيتينيز والبيروكسيديز والبولى فينول أوكسيديز، وهناك أيضا مركبات الأحماض العضوية مثل السالسيلك والأوكساليك والسيتريك وهناك أيضا الكثير من الأحماض الدهنية غبر المشبعة والمؤكسدة مثل حمض الأوليك وحمض اللينوليك وهناك الكثير أيضا من الكائنات الحية الدقيقة التي تستخدم في استحثاث المقاومة مثل البكتيريا بسيدوموناس فلورسنس وبعض سلالات الفيروس الضعيفة وبعض السلالات الفطرية وكلها تشجع على استحثاث المقاومة للأمراض المختلفة في النباتات.

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط التقييم 3.7 / 5. عدد الأصوات: 17

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

الفهرس

السابق
ديناميكية المقاومة في النبات للأمراض المختلفة
التالي
الفطريات والأمراض التى تسببها

اترك رد