یعتبر الموز من أهم محاصیل الفاكهة الاستوائیة في جمیع أنحاء العالم ، ویمثل الموز مركزا كبیرا في التجارة العالمیة حیث یؤدى دورا هاما في اقتصاد كثیر من الدول بالإضافة إلى قیمته الغذائیة العالیة واقبال المستهلك ٕ علیه أكثر من باقي الفواكه الأخرى لما یتمیز به من حلاوة الطعم والنكهة الممیزة للموز ، ویتمیز أیضا عن باقي الفواكه بإمكانیة توافره بالأسواق طوال العام علاوة على قابلیة ثماره للنقل والتداول والتخزین .
ومن أشهر الدول المنتجة للموز ( المكسیك – كوستاریكا – فنزویلا – البرازیل – جزر الهند الغربیة ) وامتدت زراعات الموز في المنطقة تحت الاستوائیة .
أما عن الدول العربیة المنتجة للموز في قارتي أفریقیا وأسیا فمعظم إنتاج شمال أفریقیا یتركز في مصر ثم المغرب والتي حدث بها توسع في إنتاج الموز تحت المحمیات ، وینتج أیضا بالسودان وجزر القمر وأیضا في لبنان تحت المحمیات والیمن والأردن .
وقد انتشرت زراعة الموز في مصر انتشارا كبیرا وسریعا ، حیث یمثل الموز في مصر المكانة الرابعة من حیث الأهمیة الاقتصادیة في تجارة الفاكهة بعد الموالح والعنب والمانجو ، ویشغل الموز حالیا مساحة كلیة قدرها 60000 فدان تنتج 1,1 ملیون طن بمتوسط 18,8 طن للفدان ، وتنتشر هذه المساحة في جمیع محافظات مصر ، ویعتبر الموز من أكبر وأسرع محاصیل الفاكهة عائدا .
الأهمیة الاقتصادیة والغذائیة لثمار الموز :
یحتوى لب ثمرة الموز الناضجة على حوالي 70 ماء ، %23 كربوهیدرات وكمیات قلیلة من البروتین والدهن بل ویعطي الجرام الواحد من اللب حوالي سعرا حراریا واحدا ( كالورى ) ، وبإجراء الإنضاج الصناعي لثمار الموز تتحول معظم الكربوهیدرات إلى سكر بینما یوجد سلالات من الموز تعرف بالسلالات النشویة یتحول ثلثیها ببطء إلى سكر ویبقى الثلث على حالته النشویة .
یحتوى لب الثمار على نسبة عالیة من عناصر البوتاسیوم والكالسیوم والماغنسیوم والفوسفور والصودیوم ویحتوى على كمیات قلیلة من العناصر الصغرى وأیضا عدد من الفیتامینات مثل فیتامین أ ، فیتامین ب ، فیتامین ج .
وقد ثبت أن هناك دورا هاما للألیاف القابلة للذوبان حیث تبلغ نسبة الألیاف في لب الثمار حوالي %0,6 وتعتبر مضادة للسرطان وتساعد على الشفاء منه وتقلل من مخاطر الإصابة به .
ویتمیز الموز بأنه من أحد الفواكه سهلة الهضم ومفید لمعظم المرضي الذین یعانون من آلام في المعدة والجهاز الهضمي ، كما یحتوى على مادة المیلاتونین والذي ثبتت أهمیة في تنظیم العملیات الحیویة وتأخیر الشیخوخة .
كما تدخل بعض سلالات الموز النشویة في صناعة بعض المنتجات الغذائیة مثل أنواع الحلاوة والدقیق ومسحوق الموز ، ویستخلص بعض الصبغات لوجود مركبات فینولیة وتانینات في معظم أجزاء النبات .
الوصف النباتي :
یعتبر نبات الموز من أضخم النباتات العشبیة المعمرة على سطح الأرض وهو من نباتات ذوات الفلقة الواحدة ، لیست لها ساق حقیقیة فوق سطح الأرض ، فالساق الحقیقیة تنمو في وضع رأس تحت سطح التربة وتعرف بالكورمة ویعرفها المزارعون بالقلقاسة ، وتختزن بأنسجتها قدرا كبیرا من الغذاء ،وتوجد على سطح القلقاسة براعم في آباط أوراق حرشفیة وعندما تنشط هذه البراعم تكون كریمات تعرف بالبذور أو الفكوك تشبه في تكوینها الكورمة ولكنها صغیرة الحجم ، وعندما تتقدم هذه الكریمات في النمو وتخرج أوراقها وجذورها فإنها تكون نباتات شبیهة بالنبات الأم وتعرف هذه المرحلة المبكرة من حیاتها بالفسائل أو الخلف .
یوجد في قمة الكورمة من أعلى برعم طرفي ینشط في البدایة لعدة أشهر یعطى خلالها الأوراق في ترتیب حلزوني ، ثم یتوقف تكوین الأوراق نهائیا وتتحول قمة البرعم إلى نورة زهریة طرفیة أما الجذع الذي یوجد فوق سطح التربة فعبارة عن ساق كاذبة جوفاء مخروطیة الشكل تتكون من قواعد الأوراق الغمدیة التي تلتف بالتعاقب في كیان رأس مندمج أجوف له شكل الساق ، ویختلف ارتفاع الساق الكاذبة تبعا للأصناف والحالة الغذائیة وعوامل المناخ فلا تتجاوز الثلاثة أمتار وقد تصل إلى عشرة أمتار .
أولا : المجموع الجذري :
یتكون المجموع الجذري للموز من جذور عرضیة لحمیة لا تتفرع بل تخرج علیها شعیرات جذریة ماصة . ولیست لجذور الموز قدرة على اختراق التربة المتماسكة الصلبة ، ولا یناسبها سوء التهویة أو التعرض للجفاف وتنمو الجذور الحدیثة بلون أبیض یتحول بتقدمها في العمر إلى بنى داكن ، ویشتمل المجموع الجذري على :
1 – جذور رأسیة شاذة ( دعامیة ) : تخرج من قاعدة الكورمة وتمتد رأسیا لأسفل وتصل في الأراضي المناسبة إلى عمق 201 م من سطح التربة تبعا للصنف
ونوع التربة وشكلها كالحبال ، وتظهر تحززات لولبیة في شكل تجعدات تعمل بتقلصها على شد القلقاسة إلى أسف مما یساعد على تثبیت النبات الضخم
بالتربة .
2 – جذور أفقیة منتشرة : وتخرج على الكورمة من مواقع البراعم والأوراق الحرشفیة وكذلك من منطقة خروج قواعد الأوراق الغمدیة المكونة للساق الكاذبة ، وهى أقل سمكا من الجذور الرأسیة وتنتشر في جمیع الاتجاهات حیث تكون شبكة غزیرة تمتد أفقیا لمسافة تتجاوز الأربعة أمتار من موقع النبات ، وتتركز الجذور الأفقیة في طبقة تبعد عن سطح التربة 15 سم وبعمق یصل إلى 40 سم ، وتمثل الجذور المنتشرة في هذا النطاق %80-90 من المجموع الجذري للنبات ، وتبعا لذلك تعد هذه الطبقة من التربة المجال الرئیسي لقدرة المجموع الجذري في امتصاص الاحتیاجات المائیة والغذائیة .
وعموما فجذور الموز لحمیة غضة لهذا تحتاج لوفرة الرطوبة حولها لتحفظها منتفخة قابلة للنمو .
ثانیا : الأوراق
بسیطة غمدیه كبیرة الحجم تتكون بقمة الكورمة في ترتیب لولبي وتلتف قواعدها مكونة الساق الكاذبة بینما تتوج أنصالها قمة هذا الساق . وتصل أبعاد النصل في بعض الأصناف أربعة أمتار طولا ، 60 سم عرضا وله عرق وسطى سمیك له بروز واضح بالسطح السفلي ، وتخرج الأوراق الحدیثة من تجویف الساق الكاذب ونصلها ملتف ثم لا یلبث أن ینفرج ، وكلما تقادمت الأوراق تمزقت أنصالها عرضیا بفعل الریاح .
ویختلف عدد الأوراق التي ً ینتجها النبات الواحد خلال مرحلة النمو الخضري تبعا للأصناف كما تتباین في نباتات ً الصنف الواحد تبعا للحالة الغذائیة والظروف المناخیة السائدة في فصل النمو فیتراوح عدد أوراق النبات في الموز المغربي بین 33- 46 ورقة وفى الموز الهندي یعطى النبات 38 – 52 ورقة .
ثالثا : الأزهار
عندما ینتهي النشاط الخضري بالبرعم الطرفي للكورمة یتوقف نهائیا تكوین بدایات الأوراق ویتحول إلى النشاط الزهري ویكون النورة الزهریة الطرفیة لنبات الموز ، ویعتبر تكوین النورة الزهریة به بدایة النهایة لحیاة نبات الموز حیث یفقد بذلك قمته النامیة ویموت بعد إعطاء محصوله ، ولذلك فإن نبات الموز الواحد لا یعطي في حیاته سوي محصول واحد .
وبعد أن تتكون النورة الزهریة في قمة الكورمة یستطیل شمراخها ویشق طریقه داخل تجویف الساق الكاذبة حتى یظهر فى وسط التاج الورقي ، ولا یلبث أن ینحني ویتدلى بتأثیر ثقله . وتتفاوت الفترة التى تنقضي بین تكون النورة الزهریة بقمة الكورمة وظهورها وسط التاج تبعا للمستوي الغذائي بالنبات والظروف المناخیة السائدة ، وقد لا تتجاوز هذه الفترة شهرا واحدا وقد تطول الى شهرین .
رابعا : النورة
وتتكون نورة الموز من شمراخ طویل سمیك وأزهار متنوعة الجنس فمنها المتاعیة والخنثي والطلعیة ، وتخرج الأزهار فى مجموعات على الشمراخ وتسمي المجموعة الواحدة بالمشط وتتوزع الأمشاط على شمراخ النورة فى ترتیب حلزونى ، ویتراوح عددها تبعا للأصناف وعوامل النمو ما بین 10 وأكثر من 30 مشطا .
ویحتوى المشط على أزهار أعناقها قصیرة وعددها بین 5 – 20 زهرة متضاعفة ومرتبة بالتبادل فى صفین .
ویتدرج عدد الأزهار بالمشط فى الإنخفاض من قاعدة الشمراخ الى قمته ، ولكل مشط قنابة لحمیة عریضة لونها أحمر سنجابي تظل مغلفة للمشط الى أن تسقط أثناء نمو ثماره وتكون الأمشاط متقاربة في البدایة ، ولكنها تتباعد نتیجة لإستطالة الشمراخ تدریجیا وتظل الأمشاط الطرفیة متراكمة بقناباتها الحمراء فى شكل مخروطي بقمة النورة مكونة لما یسمیه مزارعو الموز باللغلوغ ، ویعرف محور النورة أسفل المشط القاعدي بالكرنافة .
الزهرة :
علویة والمبیض سفلي وهى قصیرة العنق خنثي شكلا لكنها تتنوع بالنورة الواحدة تبعا لحجم أعضائها الجنسیة إلى أزهار متاعیة وخنثي ومذكرة ، وتكون أزهار كل مشط من نوع واحد ، وتتدرج الأمشاط في جنس أزهارها من قاعدة الشمراخ إلى قمته ، فالأمشاط الخارجة على عقد الثلث السفلي للشمراخ جمیع أزهارها متاعیة ، أما أمشاط العقد الوسطیة فأزهارها خنثي ، بینما یحمل طرف الشمراخ المخروطي الشكل ” اللغلوغ ” أمشاطا متراكبة جمیع أزهارها طلعیة ) مذكرة ( وبصفة عامة فجمیع أزهار النورة على اختلاف أنواعها غیر فعالة جنسیا فى معظم الأصناف المنزرعة من الموز ویكون الطلع مختزل فى الزهرة المتاعیة بعكس الأزهار الخنثي والمذكرة ، ویتفاوت طول المبیض حیث یبلغ فى الأزهار المتاعیة 2/3 طول الزهرة ، وفى الأزهار الخنثي ½ طول الزهرة أما فى الأزهار الطلعیة فلا یتجاوز طوله 1/3 طول الزهرة .
تكوین الثمار :
یقتصر تكوین الثمار ذات القیمة التجاریة على أزهار الأمشاط المتكونة عند عقد الثلث السفلي لشمراخ النورة وهى الأزهار المتاعیة ، أما الأزهار الخنثي الموجودة بوسط الشمراخ فتعطي بعضها ثمارا صغیرة عدیمة القیمة بینما تجف بقیتها وتسقط وبالنسبة للأزهار الطلعیة وهى الموجودة بطرف الشمراخ فلا یطرأ على مبایضها الضامرة أي نمو بعد تفتحها وقد یسقط بعضها أثناء نمو الثمار إلا أن معظمها یظل بأمشاطه فى آباط القنابات فى تكوین مخروطي یعرف باللغلوغ وهو الجزء الطرفي من الشمراخ المتدلى .
وثمرة الموز لبیة شحمیة مضلعة یدخل فى تكوین قشرتها التخت المقعر الملتحم بجدار المبیض وتخلو ثمار غالبیة الأصناف التجاریة من البذور نتیجة لعقم ٕ الجامیطات وانعدام التلقیح والإخصاب بأزهار هذه الأصناف ، وتتكون الثمرة بـتأثیر العقد البكري الخضري فى الأصناف التجاریة .
وتجتاز ثمار الموز مراحل النمو والنضج محمولة فى كفوف ( وهى الأمشاط ) على الشمراخ فیما یعرف لدي منتجي الموز بالسوباطة ، ویختلف وزن السوباطة الواحدة وعدد ما تحمله من كفوف الثمار تبعا للأصناف وفى الصنف الواحد تبعا لعوامل النمو ، وتبعا لذلك فقد لا یتجاوز وزن السوباطة 10 كجم وقد تتجاوز 35 كجم ، أما عدد الكفوف فیتراوح بین أقل من 6الى15كفا وهناك حالات وصل فیها عدد كفوف الثمار بالسوباطة إلى 22 ویحتوى الكف الواحد على 10 – 20 ثمرة وتعرف الثمار بالأصابع .