یتبع العنب العائلة vitceaeوهى عبارة عن كروم متسلقة وفى حالات قلیلة تنمو في صورة شجیرات ، وهى عادة متساقطة الأوراق أهمها جنس vitisوهو الوحید الذي له أهمیة زراعیة أما باقي الأجناس فتوجد في صورة بریة وبعضها یستخدم كنباتات زینة ، وعلى الرغم من تعدد الأنواع ً النباتیة للعنب فإن الإنتاج العالمي من العنب یرتكز أساسا على نوع واحد هو العنب الأوروبي .
وقد اعتنى الإنسان منذ أكثر من ستة ألاف سنة بزراعة وانتاج وتصنیع ثمار العنب وعصیره ، ویتفوق العنب على المستوى العالمي سواء من حیث انتشار زراعته أو كمیة إنتاجه أو تنوع صور استخدامه وذلك بالمقارنة بأنواع الفاكهة الأخرى .
ویعد إنتاج العنب ثلث ما ینتجه العالم من ثمار الفاكهة المختلفة ویعتبر محصول الفاكهة الأول في العالم ، وتنتشر زراعاته على نطاق تجاري في أنحاء المناطق المعتدلة لنصفى الكرة الأرضیة وفى مختلف قارات العالم ، ً ویتركز إنتاج العنب عالمیا في ثلاث دول غرب أوروبا هي (إیطالیا – فرنسا – أسبانیا ) حیث تمثل زراعات العنب لهذه الدول نصف المساحة الكلیة التي یقوم علیها الإنتاج التجاري للعنب في العالم .
الأهمیة الاقتصادیة والغذائیة للعنب :
یعتبر العنب من أقدم أنواع الفاكهة التي عرفت زراعتها في مصر ، وكان له شأن كبیر في عصر الدولة الرومانیة ثم إنحسرت زراعته بعد الإسلام لأن إنتاجه كان مرتبطا بالدرجة الأولى بإنتاج الخمور ، وتمثل المساحة المزروعة بالعنب %12 من جملة المساحة المزروعة بأنواع الفاكهة المختلفة وتعتبر المنیا والبحیرة والدقهلیة مراكز الإنتاج الرئیسیة للعنب ، وقد انتشرت زراعته على نطاق واسع بالمناطق المستصلحة في مختلف المحافظات خصوصا في الوجه البحري في شرق وغرب الدلتا حتى وصلت المساحة المنزرعة إلى 167000 فدان تنتج أكثر من ملیون ونصف طن بمتوسط إنتاج 9.90 طن للفدان .
والعنب من الفاكهة المرغوبة والمحببة لمختلف الطبقات ، ویستهلك معظم المحصول طازجا ، ویستخدم جانب من محصول الأصناف عدیمة البذور في التجفیف وتصنیع الزبیب وبعض الكمیات توجه لتصنیع العصیر الطازج والمخمر ، وتتوفر للعنب ومنتجاته إمكانیات للتصدیر حیث بلغت الصادرات منه 60 ألف طن .
وترجع القیمة الغذائیة لثماره إلى محتواها من سكر الجلوكوز سهل الامتصاص وأیضا بعض العناصر المغذیة المجهزة في صورة صالحة للاستفادة .
وتنقسم أصناف العنب الأوروبي إلى قسمین :
1 – العنب الأوروبي البري .
2 – العنب الأوروبي الزراعي : ویضم كل الأصناف المنزرعة من العنب سواء العالمیة الانتشار أو المحلیة في أي منطقة من مناطق الإنتاج .
الوصف النباتي :
یطلق على نباتات العنب اسم الكرمة وجمعها كرمات في حین یطلق على مزرعة أو حدیقة العنب اسم الكرم وجمعها كروم ، ونباتات العنب متسلقة خشبیة معمرة متساقطة الأوراق سوقها الحدیثة على درجة من المرونة لا تمكنها من النمو الرأسي القائم بدون التسلق بمحالیق على دعامات مناسبة . وتشاهد الأفرخ الحدیثة في حالات كثیرة ممتدة أفقیا فوق سطح التربة سواء في السنة ٕ الأولى من حیاة الكرم أو في حالات النمو البري واذا ما تركت كرمة العنب دون تهذیب وتربیة فإنها
تأخذ مع تقدمها في العمر مظهر الشجیرات من حیث تعدد وتشابه التكوینات الساقیة الخارجة عند سطح التربة مع عدم تمیز جذع رئیسي للكرمة . أما من حیث توالى النباتات بالتهذیب والتربیة فإن الكرمة تصبح ذات جذع أساسي محدد ویتم تشكیلها كشجرة صغیرة عند بلوغها مرحلة الإثمار التجاري . وعموما فإن كرمة العنب تدل تسمیتها على الخصائص والممیزات السابقة .
مكونات كرمة العنب :
یمكن أن نلخص تركیب ومكونات كرمة العنب في الآتي :
(أ) المجموع الجذري :
ویتكون من جذور عرضیة تكون عند بلوغ الكرمة مرحلة الإثمار التجاري مجموع جذري كثیف وینتشر أفقیا في دائرة مركزها جذع الكرمة ونصف قطرها 3,5 – 2,5 متر ، ویشغل معظم المجموع الجذري عمقاً یصل إلى ما یزید على متر من سطح التربة إذا كانت التربة عمیقة.
(ب) المجموع الهوائي :
1 – الجذع : هو ساق الكرمة الذي یظهر فوق سطح التربة حتى منطقة التفریع وقد یكون قائما ثم ینمو أفقیا بعد ذلك تبعا لطریقة التربیة المتبعة .
2 -الأذرع : وتمثل هیكل رأس الكرمة وتتكون من أفرع مسنة مختلفة الطول .
وحدات التقلیم الشتوي السنوي :
وتجهز من نموات العام السابق مباشرة خلال موسم التقلیم الشتوي ، ویطلق على النمو الحدیث أثناء موسم النمو اسم الفرخ وعندما ینضج خشبه وتتساقط أوراقه یعرف باسم القصبة ، ویقابل الفرع عمر سنة في أنواع المتساقطات الأخرى . ویجهز من هذه القصبات في التقلیم الشتوي الأجزاء الآتیة :
1 – قصبات ثمریة : وهى عبارة عن قصبة عادیة ویتم إزالة الجزء الطرفي منها بدرجة خفیفة بحیث یترك علیها عدد كبیر نوعا من العیون وذلك تبعا لدرجة النضج
والسمك ، وتجهز القصبة عادة بطول یحمل 10 – 15 عین . والقصبات الثمریة هي وحدات الإثمار في التربیة القصبیة والتكاعیب وتخصص أساسا لإنتاج محصول العام الحالي ثم تزال بعد أخذ المحصول وذلك في موسم التقلیم الشتوي التالي .
2 – الدوابر : وهو مصطلح یطلق على القصبات بعد تقصیرها إلى عدد محدود من البراعم وهى ثلاثة أنواع :
دوابر ثمریة : وهى عبارة عن قصبات تقصر إلى عدد محدود من العیون ما بین 2 – 6 عیون حسب الصنف وسمك الدابرة وقوة نموها ، وهى وحدات حمل العناقید
فى حالة الأصناف التي تربي تربیة رأسیة أو كردونیة وتعرف أیضا بالطراحات .
دوابر تجدیدیة : وهى عبارة عن قصبة مقصرة إلى 2 – 3 عیون وتخصص لإنتاج قصبات العام التالي في التقلیم القصبي ( التربیة القصبیة ) وتجهز بالقرب من رأس
الكرمة .
دوابر استبدالیة : وهى عبارة عن قصبة مقصرة إلى 2 – 3 عین تختار قرب موضع اتصال إحدى الأذرع بالجذع والتي استطالت أكثر من اللازم حیث تحل هذه الدابرة
محل الذراع الذي زاد طوله ، وتجهز الدوابر الاستبدالیة عادة على خشب عمره أكثر من سنتین ( قاعدة الذراع التالف الذي زاد طوله ) وقد تحمل على الجذع نفسه
قریبا من الذراع المرغوب إزالته .
3 – النموات الحدیثة :
یطلق علیها فى العنب أحیانا اسم الأفرخ وهى نموات الموسم الجاري والتي تحمل الأوراق والمحالیق ویحمل بعضها العناقید ، ووضع المحالیق والعناقید على الأفرع یختلف من نوع إلى آخر من أنواع العنب ، ویهمنا في هذا المجال العنب الأوروبي والذي تتبعه كل الأصناف المنزرعة في مصر وفیه توجد العناقید ابتداء من العقدة الثالثة على الفرخ حیث تحمل المحالیق والعناقید ابتداء من العقدة الثالثة كذلك تحمل على الرابعة أما العقدة الخامسة فلا تحمل نورة أو محلاق ویلي ذلك
عقدتین بمحالیق ثم عقدة بدون محلاق وهكذا ..
oالأفرخ المائیة : وهى أفرخ تخرج من براعم ساكنة على الخشب القدیم ، ویمكن استخدامها في كثیر من الأحیان كدوابر تجدیدیة أو استبدالیة .
oالسرطانات : وهى عبارة عن النموات أو الأفرخ التي تخرج قرب أو تحت سطح التربة ، وتنتج من البراعم الموجودة على الجذور وتسمي بالسرطانات الجذریة أو من البراعم في منطقة التاج ( رأس الكرمة ) وتسمي بالسرطانات التاجیة .
4 – الأوراق :
بسیطة راحیة مفصصة نوعا والأوراق الحدیثة زغبیة في جمیع الأصناف وینقص مقدار الزغب كلما تقدمت الورقة في السن وقد تصبح ملساء كما في العنب البناتي .
5 – العیون :
یتكون فى إبط كل ورقة أثناء موسم النمو برعمان أحدهما صغیر ینمو إلى فرخ صغیر یسقط عادة مع الأوراق في الخریف ، أما البرعم الثاني فهو كبیر ومركب ویسمي عین ، وتتكون العین من ثلاث براعم برعمین جانبیین صغیرین وآخر وسطي كبیر وهو أهمها والذي یكون إما برعم زهري مختلط یعطي عند تفتحه فرخا یحمل العناقید ، ویطلق على العین فى حالة وجود هذا البرعم ضمن تكوینها عین خصبة ، أو یكون برعم خضري یعطي عند تفتحه فرخا لا یحمل عناقید ویطلق على العین الحاملة له في هذه الحالة عین عقیمة أي أنها غیر مثمرة .
التزهیر والعقد :
أزهار العنب الأوروبي خنثي وتحمل فى نورات تعطي بعد العقد عناقید العنب المعروفة وتقسم الأصناف تبعا لحالة الأسدیة في الأزهار إلى :
1 -أصناف أزهارها تحتوى على أسدیة قائمة وهى تعطى حبوب لقاح حیة لها القدرة على الإخصاب .
2 – أصناف أزهارها تحتوى على أسدیة منحنیة وحبوب اللقاح فیها غیر قادرة على الإخصاب والمبیض في زهرة العنب علوي ویتكون من مسكنین ویوجد بكل مسكن بویضتان عند التزهیر وتفتح الأزهار ینفصل التویج تحت ضغط الأسدیة ویسقط على هیئة قلنسوة ، ویتم ٕ العقد نتیجة لتلقیح واخصاب المبیض وتكوین البذور داخل الحبات ، وهناك أصناف عدیمة البذور تم انتخابها وبذلك أصبح لدینا العدید من الحالات لعقد الثمار في العنب تتمثل في الآتي :
أولا : صنف كورنث الأسود : وفیه یقف تطور البویضات عند فترة الإزهار ویحدث عقد بكري تنشیطي للمبیض بواسطة التلقیح أو بتحلیق الأذرع أو القصبات أو باستعمال منظمات النمو وهذا التنشیط هام لكي تتم نسبة عقد جیدة في هذا الصنف .
ثانیا : صنف العنب البناتى : یتم العقد بعد التلقیح والإخصاب الذي یعقبه مباشرة توقف الجنین عن النمو ولا یتم تكوین البذور بقصرتها المعروفة ولتصبح أثریة لا یشعر بها المستهلك عند الأكل . ویسمى العقد في هذه الحالة بالعقد البكري الكاذب .
ثالثا : العنب البذري : معظم الأصناف بذریة الثمار ومنها بذرة مسكات الإسكندریة وتتوفر بكل ثمرة احتمالات وجود ما بین 1 – 4 بذور عند تمام النضج .
العناقید :
ینشأ العنقود الثمري من النورة الزهریة وله عدة أشكال الشائع منها الشكل الهرمي أي یكون متسع من أعلى وضیق من أسفل . ویتكون العنقود الثمرى من محور أو شمراخ رئیسي یتفرع إلى عدة فروع ثانویة یخرج منها فریعات صغیرة ( عنق الثمرة ) وكل فریع یتصل به حبة واحدة من حبات العنب .
الثمار :
الثمرة عنبة تتكون من كربلتین ویختلف عدد البذور داخل الثمرة بإختلاف الأصناف فقد یصل عددها إلى أرب ً عة بذور أو قد لا توجد بها بذور إطلاقا ، وجلد الثمرة قد یكون سمیك أو رقیق ، طري أو جامد ، ملون بألوان مختلفة حسب الصنف ، ویعزى اللون إما لوجود الصبغات فى الجلد فى الخلایا الخارجیة فقط وفى هذه الحالة یكون اللحم غیر ملون أو توجد الصبغات فى الطبقات الداخلیة للجلد والملاصقة للحم ویكون اللحم ملون نسبیا .