كانت الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي تملك تنوعا بيولوجيا مهما للنوع (Vitis vinifera L) حيث يذكر (1893) LEROUX في (1951) ISNARD أن الجزائر كانت تملك ما لا يقل عن 70صنفا أحمر و 20صنفا أبيض من الأصناف المحلية المحصاة، وقد بهرت الفرنسيين لحظة دخولهم إلى الجزائر بقوتها وإنتاجـيتها ونقـاوتها الوراثية، حيث يذكر (1845) MOLL في (1951) ISNARD “أشـجار عنب عملاقة محمـلة بما لا يعد من العـناقيد والتي تعـطي عادة محصـولين في السـنة …”
ويضيف (1845) BAUDICOUR في المرجع ذاته أنها ” قليلة هي البلدان التي تنمو فيها الأعناب بنفس القوة كما في الجزائر.”
لكن ذلك المخزون الوراثي تقلـَّص نتيجة لانعكاسات الاستعمار الفرنسي الذي أدخل أصنافـًا تجارية منافسة بالإضافة إلى الآفات التي لم تعهدها الأعناب الجزائرية.
الشيء الذي بدد ذلك المخزون وانقرضت عدة أصناف محلية بحيث لا نجد في مجموعة المعهد التقـني للأشجار المثمرة بامجاز الدشيش (سكيكدة) إلا حوالي 37صنفـًا محليا.
وهو ما أوجب الإسراع في حماية التنوع البيولوجي عند هذا النوع، وذلك بتثمين الأصناف المحـلية ودراستها لتكون أساسا لتحسينات وراثية مستقبلية وتطوير
أصناف جديدة.
ولذلك اخترت دراسة خصوبة البراعم الساكنة لبعض أصناف العنب المحلية المزروعة في المحطة التجريبية للأشجار المثمرة (ITAF) بامجاز الدشيش (سكيكدة) من أجل معرفة قدرات هذه الأصناف الإنتاجية، سواء قدرات براعمها الكامنة (الخصوبة الكامنة) أو تلك التي تتأثر بعوامل عدة (الخصوبة العملية)، مع تقدير بعض خصائص هذه الأصناف المكملة لمفهوم الخصوبة.