تعد طريقة تعليف الأسماك واحدة من أهم الطرق المتبعة من أجل زيادة الإنتاجية في المزارع السمكية و ذلك لأنه يمكن باستخدام الأعلاف تربية أسماك بكثافة عالية نسبياً في الأحواض .
و تتعلق النتائج المتوفاة من تعليف الأسماك بنواح عديدة مثل نوعية الأعلاف المستخدمة و تقنية التعليف و الشروط البيئية المختلفة في التجمع المائي . و يتميز تنظيم التعليف في الأسماك بالمقارنة مع الحيوانات الزراعية الأخرى ببعض الخصائص نتيجة للصالات القوية بين تغذي الأسماك و الشروط البيئية الخارجية ( درجة الحرارة ، المحتوى الأكسجيني ) للوسط المائي . و من المعروف أن عمليات الاستقلاب و التمثيل ( تبادل المواد ) في الأسماك لها ارتباط مباشر مع حرارة الماء لذلك فإن التغيرات في درجة حرارة الماء حتى و لو كانت طفيفة تؤثر على فعالية التغذي في الكارب . و بارتفاع درجة حرارة المياه إلى حد معين يزداد الاستهلاك اليومي للغذاء من قبل الكارب و تكون كمية الغذاء ( % من وزن الجسم ) التي يمكن أن تستهلكها أسماك الكارب ثنائية الصيف يومياً في مياه حرارتها 16ْ م ، 22ْ م ، 25ْ م هي على التوالي 2 ، 4 ، 5 % و بانخفاض حرارة المياه 8 – 10 ْم يمتنع الكارب تدريجياً من تناول الغذاء ، بينما تعد درجة الحرارة 23ْم ، 29ْ م مثالية بالنسبة لتغذي الأسماك ثنائية الصيف , و درجة الحرارة 25ْ م ، 30ْ م مثالية بالنسبة لتغذي فراخ الكارب .
و يختلف معدل استهلاك الغذاء بحسب وزن الأسماك و كمثال على ذلك أن الغذاء الذي يمكن أن يستهلكه الكارب بوزن 40 غ في درجة حرارة 26ْ م يعادل 11 % من وزن الجسم ، بينما تنخفض نسبة الغذاء المستهلك في درجة الحرارة نفسها لدى الكارب بوزن 400 غ حتى 5 % من وزن الجسم .
و طالما أن فعالية التغذي في الأسماك تتأثر بشدة بالتغيرات البيئية الخارجية و التي من أهمها درجة الحرارة فإنه يجب مراعاة ذلك في أثناء تنظيم التعليف في الأحواض .
طرائق تحسين القاعدة الغذائية الطبيعية في الأحواض :
تتطلب التربية الاصطناعية للكارب و التي يجري خلالها إتباع تقنيات خاصة في إنتاج اليرقات في الأقفاص أو الأحواض الخاصة تغذية الأسماك على أعلاف عالية الجودة و طالما أنه لا يمكن الاستعاضة عن الغذاء الحي كلياً باستخدام الخلطات العلفية الجاهزة لذا فإن النجاح في تربية الأسماك له علاقة بمدى توفر الأغذية الطبيعية لها .
و من الطرق المتبعة في إنتاج الغذاء الحي إكثار أنواع من القشريات الطبيعية مثل برغوث الماء Daphnia و الأريتميا Artemia و غيرها ، و قد ثبت بالتجربة أن تغذي الأسماك في أحواض الحضانة على كمية كافية من براغيث الماء قد نتج عنه زيادة في المحصول السمكي 200 – 230 كغ / هـ كما يمكن زيادة الغذاء الحي في الأحواض باستخدام المصابيح الكهربائية ليلاً و توضع على ارتفاع 30 – 50 سم من سطح الماء و ذلك لجذب الحشرات باتجاه مصدر الضوء و سقوطها في الماء نتيجة للارتطام بالشبك المحيط بالمصباح الكهربائي ، هذا و يمكن بواسطة الضوء الصادر عن مصباح كهربائي موضوع قريباً من النباتات المائية مضاعفة كتلة يرقات البعوض في الحوض 5 – 10 مرات .
حساب الاحتياجات الغذائية للكارب :
لتقويم القيمة الغذائية للأعلاف السمكية يستخدم معامل التحويل الغذائي ( الثابتة العلفية ) و هو يدل على كمية العلف أو الغذاء الذي يجب أن تستهلكه السمكة حتى يزداد وزنها الحي وحدة وزنية واحدة . أي أن معامل التحويل الغذائي يعبر عن النسبة بين وزن العلف المستهلك و الكسب في الوزن الحي لدى الأسماك ، و يراعى في حساب معامل التحويل الغذائي للأعلاف حسم الزيادة في وزن الأسماك الناتجة على حساب الغذاء الطبيعي و على حساب التسميد من الناتج السمكي الكلي في وحدة المساحة .
و تتخلف القيمة العددية لمعامل التحويل الغذائي بحسب نوع العلف و جودته و تركيبه الكيميائي و كذلك تبعاً لتباين ظروف تربية الأسماك .
و يتم حساب معامل التحويل الغذائي للخلطة العلفية في حالة معرفة هذا المعامل لكل مكون فيها باستخدام العلاقة :
حيث أن :
A : معامل التحويل الغذائي للخلطة العلفية .
K : النسبة المئوية للعلف في الخلطة .
a : معامل التحويل الغذائي للعلف .
و بمعرفة معامل التحويل الغذائي للأعلاف و الناتج السمكي المنتظر ( المخطط له ) في المسمكة , يمكن حساب كمية الأعلاف المطلوبة في تربية الأسماك وفقاً للعلاقة التالية :
ك = ( ن – نَ – س ) × م × هـ
حيث أن :
ك : كمية الأعلاف المطلوبة كغ .
ن : الناتج السمكي الكلي المطلوب .
نَ : الناتج السمكي الطبيعي كغ / هـ .
س : الناتج السمكي المحصول عليه نتيجة التسميد كغ / هـ .
م : معامل التحويل الغذائي .
هـ : مساحة الحوض ( هـ ) .
و لحساب العدد المناسب للأسماك في الأحواض عند تقديم الأعلاف الإضافية لها تستخدم العلاقة التالية :
حيث أن :
ع : عدد الأسماك المطلوب استزراعها في الحوض .
نَ : الناتج السمكي الطبيعي في الحوض ( كغ / هـ ) .
هـ : مساحة الحوض ( هـ ) .
ك : كمية العلف الإضافي ( كغ ) .
م : معامل التحويل الغذائي للعلف .
و : الوزن النهائي ( المخطط له ) للأسماك ( كغ ) .
وَ : الوزن الأولي للأسماك ( كغ ) .
ق : نسبة المتبقي من الأسماك وفقاً للخطة .
هذا و يمكن حساب المكونات الغذائية المخنلفة ( بروتين ، دهون ، كربوهيدرات و غيرها ) في الخلطات العلفية بتطبيق العلاقة :
حيث أن :
B : النسبة المئوية للمكون الغذائي المحدد في الخلطة العلفية .
Bn : النسبة المئوية للمكون الغذائي المحدد في علف ما من مكونات الخلطة العلفية .
Pn : النسبة المئوية للعلف ذاته في الخلطة العلفية .
و كمثال على كيفية إجراء الحسابات الخاصة بتعليف الأسماك اعتماداً على هذه العلاقات أورد المثال التالي :
مثال :
لدينا مسمكة مساحتها 0 250 هـ ) و قد تضمنت خطتها الإنتاجية الحصول على
1200 كغ / هـ أسماك تسويق بوزن 500 غ . المطلوب حساب كمية الأعلاف و الزريعة المطلوبة في هذه المسمكة علماً أنه تتوفر المعلومات التالية :
الناتج السمكي الطبيعي في الأحواض 180 كغ / هـ ، الخلطة السمكية العلفية المستخدمة في تغذية الأسماك مؤلفة من 40 % كسبة عباد الشمس ( معامل التحويل
4 ) و 20 % ترمس ( معامل التحويل لها 5 ) و 20 % كسر قمح ( معامل التحويل لها 4 ) و 20 % كسبة قطن ( معامل التحويل لها 6 ) . و وزن الإصبعيات 25 غ و نسبة البقاء على الحياة 90 % .
أ . يحسب معامل التحويل الغذائي للخلطة العلفية :
ب . تحسب الكمية المطلوبة من الأعلاف الاصطناعية :
ك = ( ن _ نَ ) × م × هـ ( حذفت س لعدم وجود تسميد )
= ( 1200 _ 180 ) × 4.5 × 250 = 1147 طن .
ج . تحسب عدد الزريعة المطلوبة :
تحضير الخلائط العلفية
عند تحضير الخلائط العلفية للأسماك يؤخذ دائماً بالحسبان نوع السمك المراد تقديم العلف له و مرحلة النمو و الاحتياجات الغذائية له و على أساسه يتم تحضير الخلائط العلفية و تحديد قطر المضغوطات العلفية Pellets التي تتناسب مع فتحة الفم .
و يراعى عند تحضير الخلائط العلفية احتوائها على كافة المركبات الغذائية التي تغطي الاحتياجات الحافظة و النمو و يركز على هذه الاحتياجات بالنسبة للأمهات المجهزة لعملية التكاثر و الفراخ الصغيرة و يجب احتواء هذه الخلطات علة كميات مناسبة من البوتين و الكربوهيدرات و الدهون و الفيتامينات و الملاح المعدنية كما يراعى إضافة المضادات الحيوية إما كوقاية أو لمعالجة بعض الأمراض التي قد تظهر في المزرعة إضافة لمضادات الأكسدة و التزنخ و المواد اللاصقة كي تتيسر عملية ضغط المكونات العلفية على شكل حبيبات .
عند تحضير الخلائط العلفية أول ما ينظر في هذه الخليطة تحقيق التوازن البروتيني المطلوب كون البروتين هو العنصر الأساسي و الأكثر كلفة لذلك يعمل تحقيق التوازن فيه بطريقة المربع و من ثم يتم موازنة بقية العناصر و المكونات الغذائية على نفس الطريقة و يجب عدم تجاوز الحد الكلي للتركيب .
….. افتراض لدينا مادتين الأولى هي الذرة نسبة البروتين فيها 11 % و فول الصويا نسبة البروتين فيه 43 % و المطلوب عمل خليطة علفية على أن يتم إنتاج خلطة علفية نسبة البروتين فيها 30 % .
باستخدام طريقة المربع نرسم مربعاً و نضع تركيز البروتين في الذرة و فول الصويا في زاويتي المربع اليسر و نضع نسبة البروتين المطلوبة 30 % في مركز المربع و نطرح نسبة البروتين من المركب الذي نسبته أعلى فنحصل على رقم نضعه في الزاوية المقابلة كما في المثال التالي .
و من المربع السابق نجد أنه لتكوين خليطة تحتوي على 30 % بروتين من المادتين السابقتين يلزمنا مزج ( 13 كغ ) من الذرة أي 40.6 % مع 19 كغ من الصويا أي 59.4 % .
ثم توازن بقية العناصر الغذائية في الخلطة و تطحن و يضاف لها مواد لاصقة لعمل مضغوطات ثم تضغط بالأقطار المناسبة حسب نوع السمك و مرحلة النمو .