لمحة موجزة عن عائلة السلمونيات Salmonidae :
تعتبر أسماك عائلة السلمونيات من أكثر الأنواع تنوعاً و تلاؤماً مع الشروط البيئية ، فبعضها يعيش في المياه العذبة و بعضها يعيش في المياه المالحة و الآخر يقوم بهجرة دورية بين المياه المالحة و العذبة و تعتبر هذه ضرورية لعملية النضج الجنسي و وضع البيض و هنالك ميزات عامة لهذه العائلة تميزها عن باقي الأنواع السمكية الأخرى و يمكن حصرها بما يلي :
- تمتاز بوجود الزعنفة الدهنية خلف الزعنفة الظهرية و هي عبارة عن نسيج ضام دهني خالية تماماً من الأشواك القاسية و اللينة .
- أفراد هذه العائلة تمتاز بأنها لاحمة و شديدة الإفتراس و بالتالي فالتجمع المائي الموجود فيه سمك الترويت لا يحوي أي أنواع سمكية أخرى و تستطيع سمكة الترويت التي وزنها 200 غ أكل 12 فرخاً كل منها بوزن 12 غ لذلك كان لابد من عملية التدريج الدوري لفصل كل حجم على حده .
- يعتبر لحم سمك الترويت أشهى لحوم الأسماك طعماً و نكهةً و لوناً بالإضافة إلى خلوه من الحسك و حراشفه صغيرة جداً و التي لا تحتاج إلى وقت كبير لتنظيفها قبل الطهي مما يسهل عملية تحضيرها و تجهيزها .
- يفضل هذا النوع من الأسماك العيش في الأماكن الواقعة على ارتفاع
( 600 – 1400 م ) عن سطح البحر في أحواض إسمنتية و يحتاج إلى مياه باردة و صافية و جارية بصورة مستمرة و بمعدل 2 ل / ثا على الأقل . - يجب ألا تزيد درجة حرارة المياه التي يعيش فيها الترويت على 17 ْ م في فصل الصيف و أفضلها ما كانت درجة حرارته بحدود 11 – 16ْ م مع العلم أن الدرجة 22 ْ م تعتبر خطرة حيث تموت عندها معظم الأسماك .
- يراعى في المياه التي تعيش فيها هذه الأسماك أن يكون تدفق المياه بشكل شلال لزيادة نسبة O2 المنحل لأن هذا النوع من الأسماك يحب المياه المهواة جيداً شرط ألا تزيد نسبة الحموضة ( PH ) عن 7.5 لأن زيادتها عن هذا الحد سوف يؤدي إلى ضرر الأسماك و تسممها .
- تنضج الأسماك جنسياً بعمر 2 – 3 سنة و تقوم بالتكاثر طبيعياً في المياه العذبة ما عدا سمك الرويت القوس قزحي فهو لا يتكاثر إلا اصطناعياً حيث يتم الحصول على البيوض خلال فصل الصيف و تجرى عملية التلقيح الاصطناعي و التفقيس و التحضين ضمن شروط خاصة و دقيقة .
أدخل هذا النوع إلى مياه نبع بردى و عرنة في أواخر 1964 م بقصد التجربة و أعطى نتائجاً جيدةً و تأقلم مع المياه لعدة سنوات و لكن عمليات الصيد الجائر قد قضت عليه و تربى حالياً في المزارع التعاونية الإنتاجية العسكرية بمنطقتي رأس العين في يعفور و منطقة الطبيبية قرب سعسع .
تضم هذه العائلة عدة أنواع اقتصادية منها :
- الترويت النهري Salmo trutta Fario :و يوجد في أنهار شمال أوروبا و هو منقط بنقط حمراء و سوداء و رمادية حول كل منها هالة فاتحة اللون و لون السمك مخضر .
- الترويت البحري Salmo salar : لونه أصفر و منقط بالأسود بكثافة أما أما أصل وجوده فأنهار غرب أمريكا الشمالية .
- الترويت القوس قزحي Salmo gairgneri : و يعتبر من أفضل الأنواع السابقة من حيث سهولة تربيته في مزارع الأسماك لذا فإنه سيكون موضوع بحثنا .
هجرة أسماك السلمون :
في سن مبكرة يستولي على سمك السلمون الصغير دافع قوي بأن يخرج في رحلة و هذه الظاهرة تعد إحدى الظواهر الطبيعية غموضاً فالمكان الذي يذهب إليه هذا النوع من الأسماك و ما يفعله في هذه المرحلة أمور حيرت العلماء سنوات طويلة فهو يبقى في المكان الذي ولد فيه فترة عامين يكون وزنه فيها قد بلغ 100 غ بينما طوله حوالي 10 سم ثم في صباح أحد الأيام يستولي عليه هذا الدافع و يخرج مع جميع السلمون في مثل عمره في رحلة مع مجرى النهر اتجاه البحر و هذه الأنواع عند قيامها بهذه الرحلة تبدو مترددة بينما يحملها التيار معه نجد رؤوسها متجهة نحو أعالي النهر كما لو كانت تقاوم التيار و الغريزة التي تدفعها نحو المصب و تتضاعف الأخطار المحدقة بها فمجرى النهر يهبط بها في مساقط سريعة و يحمله فوق الشلالات شديدة الانحدار و قد يقطع عدة مئات من الكيلو مترات و أخيراً يبطئ المجرى و يتسع النهر و يصبح هادئاً و يبدأ طعم الماء بالاقتراب من الملوحة حتى يصبح مالحاً تماماً و ما إن تتذوقه السمكة الصغيرة حتى تفقد ترددها و نتيجة باتجاه البحر و تختفي و حيث لا يعلم أحد أين تذهب و لماذا .
و السلمون إن بقي حياً فإنه يعود مرة أخرى إلى مصب النهر نفسه الذي خرج منه بعد حوالي سنوات بعد أن طرأت عليه بعض التغيرات حيث أصبح طوله 45 سم و وزنه 4.5 كغ و قد يصل إلى 27 كغ كما يصبح ففي اللون و ذو بنية قوية و يتعرض خلال هذه الفترة للافتراس من قبل عجل البحر و خنزير البحر و كلب البحر و القندس أيضاً و عند عودته للنهر يستطيع أن يجد بالغريزة المجرى الصغير الذي ولد فيه و عندئذ يتفرق إلى أزواج و يتم وضع البيض و تلقيحه في حفرة خاصة بالمجرى النهري تحفزه الأنثى بمؤخرتها ثم يقوم الذكر و الأنثى بردم هذه الحفرة و بعد وضع المنتجات التناسلية و الردم تماماً فإما أن يهلك الآباء أو يعودوا إلى البحر حيث تكتسبوا قوة جديدة و يعود للنهر لوضع المنتجات التناسلية من جديد . و بعد فترة معينة تتحرك الحياة داخل البيض و تبدأ من جديد حيث تخرج سمكة صغيرة تعيش قريبة من غلاف البيضة فترة طويلة و هذه هي الفترة الوحيدة التي تكون فيها حياتها أقل تعرضاً للموت .
التكاثر الاصطناعي لأسماك الترويت :
رعاية البياضات :
من الضروري تلقي هذه البياضات غذاءً خاصاً غنياً بالبروتين و يجب معاملتها خلال هذه الفترة برفق فإناث الترويت المليئة بالبيوض لا يجب أن تعامل نخشونة و عادة ما تكون هذه الإناث غير مستأنسة و على أية حال من أجل حماية نوعية السمك و البيوض فإنه من الضروري انتقاء أمهات كبيرة و صحيحة هذه بدورها سوف تعطي كمية بيوض اكبر و حجم بيوض أكبر و التي سوف تنعكس إيجاباً على الفراخ الفاقسة و التي تصبح قادرة على مقاومة الظروف البيئية القاسية و القدرة على البقاء حية .
السلالات المطورة وراثياً من الترويت القوس قزحي تعطي بيوضاً كل شهر و بشكل عام حجم هذه البيوض يعتمد على حجم و عمر الأمهات فكلما كانت الأمهات كبيرة كلما أنتجت كمية بيوض أكثر و حجمها أكبر .
الحصول على المنتجات التناسلية و الإخصاب :
تحمل أنثى الترويت الناضجة جنسياً الرأس للأعلى و الذيل للأسفل و عادة لا يضغط على منطقة البطن بشدة بل برفق كبير ثم تجرد بعض الذكور من السائل المنوي و تصب فوق البيوض و يُفضل تخصيب هذه البيوض من عدة ذكور كي نتفادى كون السائل المنوي لأحد الذكور عقيماً ، و عادة نقطة واحدة من السائل المنوي كافية لإخصاب 10000 بيضة بعد ذلك تخرج البيوض بشكل جيد مع السائل المنوي و يضاف لها الماء ثم تنقل بعد غسلها عدة مرات إلى الحضانات عند تكسر البيوض خلال عملية التجريد يصدر عن هذه البيوض سائل كريمي هو عبارة عن بروتين الألبومين الذي يخرج من ثقب البيضة المكسورة ( Micropyle ) لذلك يمنع وجوده عملية دخول النطفة لتلقيح البويضة عبر ثقب البيضة هذه ، لذلك يجب تفادي هذه العملية و عادة ما يوضع محلول ملحي
( 28 غ ملح الطعام + 4.2 ل ماء ) للصحن الذي ستجرد فيه البيوض قبل التجريد و بذلك نضمن تلافي هذه الحالة.
أثناء عملية الحصول على المنتجات التناسلية يجب عدم تعريض البيوض للضوء و خاصة أشعة الشمس المباشرة لأن البيوض قد تموت مباشرة بعد تعريضها لأشعة الشمس خلال بضعة دقائق .
البيوض المستحصل عليها عادة تكون بلون أخضر أو برتقالي حسب نوع السمك و بعد الإخصاب يجب معاملتها بحذر شديد حتى ظهورمرحلة ( العين ) ، على الإخصاب بعدها تصبح البيوض أقل حساسية للصدمات و خاصة للتجمد و لكنها تبقى الفقس حساسة للصدمات الميكانيكية و خلال تطور البيوض تصبح البيوض الغير مخصبة بلون أبيض لذلك يجب استبعادها كي لا تسبب ضرراً و تكاثر فطري لبقية البيوض .
الحضــانة :
من أقدم الطرق المستخدمة في حضانة بيوض الترويت هي وضع هذه البيوض بسلال
( أشبه بسلة العنب ) حيث يدخل فيها الماء و يخرج بسهولة و لكن هذه الطريقة سرعان ما تعرض البيوض الحساسة للصدمات الميكانيكية لذلك استبدلت هذه الطريقة بحضانات خاصة ، هذه الحضانات هي أشبه بخزانة الملابس ، من الداخل صفوف من الأدراج توضع فيها البيوض المخصبة درجاً فوق الآخر و من مزايا هذه الحضانات عن السلاسل
- قلة المساحة المطلوبة لحضانة البيوض .
- سهولة المعاملة بالمبيدات الفطرية .
- نظراً لقلة كمية المياه المطلوبة في مثل هذه الحضانات يمكننا لبتحكم بدرجة الحرارة
توضع البيوض المخصبة في هذه الحضانات و عادة يتم الفقس بعد ( 30 ) يوماً استناداً لدرجة حرارة الماء و الجدول التالي يوضح مدة الحضانة استناداً لدرجة حرارة الماء .
درجة حرارة الماء ( ْ م ) | المدة اللازمة للفقس ( يوم ) |
4.4 ْم | 80 |
7.2 ْم | 48 |
10 ْم | 31 |
12.8 ْ م | 24 |
15.6 ْ م | 19 |
و هذه الحاضنات عادة ذات نماذج مختلفة يتم وضعها في صالة التفريخ ، و بغض النظر عن نموذج هذه الحاضنات فإنها جميعاً تتألف أساساً من الإطارات الشبكية قياس فتحاتها ( 20 × 3.5 ) أو ( 16 × 3 مم ) التي توضع عليها البيوض بعد إنتباجها و يعد جهاز حضانات كاليفورنيا ( Shuster ) أكثرها شيوعاً في المزارع الترويتية .
تفرش البيوض المخصبة على الإطارات الخشبية للماصة بمعدل 4 بيضات لكل سم 2 من مساحتها و يراعى عند ذلك تحديد عدد البيوض التي سيجرى وضعها في الماصة .
تتطلب الرعاية الجيدة للبيوض المخصبة للترويت في أثناء الحضانة توافر شروط محددة يجب التقيد بها و هي :
- تأمين التدفق المائي المناسب لتطور الأجنة في الحاضنة و الذي يقدر بنحو 2 – 0.3 ل/ د لكل 1000 بيضة .
- توفير الحرارة المثالية لحضانة البيوض و هي 6 – 10 ْ م .
- يجب ألا تقل كمية الأوكسجين المنحل في المياه في أثناء الحضانة عن 6- 8 مغ / ل .
- يجب أن تكون المياه المستعملة في الحاضنات صافية , خالية من العوالق و الطين و طازجة ، و تقدر كمية المسموح من المواد العالقة في الماء بنحو 1.5 مغ / ل .
- حماية البيوض من الإضاءة الشديدة التي تؤثر سلباً على تطور الأجنة كما تؤخر الفقس في البيوض .
- يجب القيام بالمراقبة المستمرة لتطور البيوض في الحاضنات و إزالة النافقة منها و كذلك غسلها بالماء في حال وجود ترسبات عليها و معالجتها بالمواد الكيميائة في حال إصابتها بالأمراض .
- يجب أن تجرى عمليات الغسل و المعالجة الكيميائية للبيوض في الفترات التي تكون فيها البيوض أقل حساسية للصدمات و الهزات .
- يراعى مع بدء مرحلة الفقس في البيوض مضاعفة التدفق المائي في الحضانة بمعدل 5 – 2 مرة .
4 – رعاية اليرقات و الفراخ :
في الأيام الأولى بعد فقس البيض ترقد الأجنة الحرة على قاع جهاز الحاضنة دون حراك تقريباً ، و يكون طولها 1 – 1.9 سم و وزنها 40 – 110 مع و يمكن ترك الأجنة الحرة في جهاز شوستر بعد نزع الإطارات الشبكية منه حتى بداية انتقالها إلى التغذي الخارجي و يجب عدم إزعاج هذه اليرقات خلال هذه الفترة و خاصة الضوء الشديد ، يتم استهلاك الكيس المحي الذي يشكل 60 % من وزن الجسم للجنين الحر خلال ( 15 – 18 ) يوماً و في الوقت الذي يبقى فيه ثلث هذا الكيس تبدأ الأجنة الحرة بالسباحة و التقاط الطعام من الوسط المائي و بدءً من هذه المرحلة لا بد من تقديم الغذاء المناسب إليها و تعويدها على الضوء تدريجياً ، و ذلك لضمان النمو الجيد لليرقات و تقليل نسبة نفوقها .
خلافاً لما هو معروف بالنسبة لتطور البيوض و الأجنة الحرة فإن يرقات الترويت تحتاج من أجل تطورها و نموها إلى وجود الضوء ، و تجرى تربية اليرقات في أحواض الحضانة ( 200 × 100 × 40 سم ) لفترة 1.5 – 2شهر و ذلك قبل ترحيلها إلى أحواض التربية الثانية ، و يراعى قبل نقل الفراخ النامية للترويت ( 1.5 – 2.5 غ ) إلى أحواض التربية الثانية تدريجها حسب المقياس إلى ثلاث مجموعات ( صغيرة ، كبيرة ، متوسطة ) ليتم تربية كل مجموعة منها لاحقاً في حوض مستقل .
تربية الصيفيات و أسماك التسويق :
تتضمن عمليات الخدمة في أحواض التنمية المخصصة لتربية الصيفيات القيام بالتعليف الدوري للفراخ ، و مراقبة نموها و عزل النافقة و المريضة منها و كذلك المحافظة على التدفق المائي المناسب لها و لغيرها ، و تحاشياً لمزاحمة الأفراد الكبيرة للصغيرة من الأسماك على الغذاء فإنه لابد من القيام بتدريجها و فصلها حسب المقياس دورياً في أحواض مستقلة و تبعاً لمعدلات نمو الترويت فإن وزن الصيفية في المتوسط يجب أن لا ينقل خريفاً في أحواض التنمية 15 – 20 غ .
تبقى الصيفيات شتاءً في أحواض التنمية و يجرى نقلها إلى أحواض التسمين في ربيع العام التالي و تستمر حتى و صولها في نهاية الموسم إلى الوزن التسويقي المناسب .