التركيزات العالية من الصوديوم أو الكالسيوم يمكن أن تسبب أضراراً مباشرة للنبات ، ولكن غالباً ما تكون الأضرار متعلقة بالملوحة و/ أو الصفات القلوية التي تضيفها هذه العناصر إلى التربة على حسب معامل الملوحة للسماد ودرجة الـ PH له بينما في كثير من الحالات يحدثا مع بعضهما البعض .
وتعتبر التربة ملحية عندما يكون مجموع محتواها من الأملاح الذائبة عالياً أي عندما يكون هناك أملاحاً كافية لإحداث تأثيراً عكسياً على النبات ويصبح نمو النباتات الحساسة ضعيفاً عندما يزيد محتوى التربة من الملح عن ٪0.1 يمكن أن يقال بأن التربة ملحية عندما يكون للمحلول المستخلص من عجينة التربة المشبعة قيمة توصيل كهربائية ( EC: Electrical Conductivity ) تساوى (4) mmho لكل سنتيمتر من مستخلص التربة ، إذا كانت قيمة التوصيل الكهربائى أقل من (mmho (2 فإن تأثير الأملاح حتى على النباتات الحساسة يكون مهملاً ، إذا كان التوصيل فوق (mmho (16 فإن عدداً قليلاً جداً من النباتات المتحكمة للملوحة تبقى حية وتعطى إنتاجاً .
إن الأملاح المختلفة التي منها الصوديوم ، الكالسيوم ، المغنيسيوم أكثر شيوعاً في المشاركة في الملوحة ، كذلك فإن المستويات العالية من الأسمدة أيضاً تشارك في تجمع الأملاح ويمكن أن تكون فعالة أو ذات كفاءة في تحديد الحالة الزراعية في المنطقة ، وعليه فإنه من الأهمية دراسة ومعرفة معامل الملوحة salt index لكل سماد قبل استخدامه وكلما كان منخفض كان أفضل .
وتحتوى الأراضي القلوية على كميات كبيرة من الصوديوم القابل للامتصاص ولكن ليس بالضرورة أن يكون هناك ارتفاعاً في الأملاح الكلية ، يقال أن الصوديوم مرتفعاً عندما تكون النسبة المئوية للصوديوم المتبادل تزيد عن ٪15 يعتبر الصوديوم ضاراً عندما تكون كمية الصوديوم القابل للتبادل بحدود ، ٪5وهذا أعلى مستوى من الصوديوم تكون عنده الأراضي القلوية ضارة للنبات .
تتجمع بعض الأيون ات بصفة خاصة والتى قد تأتى من المياه أو الأرض أو التسميد الزائد لبعض المحاصيل الحساسة وتصل إلى تركيزات عالية بدرجة كافية لإحداث ضرر أو تلف للنبات وبالتالي نقص في المحصول ، وتتوقف درجة الضرر أو التلف على حساسية النبات ومدى امتصاصه للعنصر الضار .
وبالنسبة للأشجار فإن الأشجار مستديمة الخضرة تكون أكثر حساسية ويحدث الضرر عادة عند تركيزات منخفضة من العنصر الضار ، ويظهر هذا الضرر عادة عندما يظهر على صورة احتراق لحواف الأوراق واصفرار ما بين العرو ق في الورقة ، وإذا ما حدث تجمع لهذا العنصر بدرجة كافية فإنه يؤثر على المحصول ، عادة ما تكون المحاصيل الحولية متحملة (غير حساسة للتركيزات المنخفضة) وتصاب كل المحاصيل تقريباً بالضرر والتلف وقد تموت إذا زادت التركيزات بدرجة كافية ، وأهم الأيونات التي تحدث ضرراً نوعياً شائعاً هي أيونات الكلوريد والصوديوم والبورون .
وعلى أية حال فإن أعراض التسمم قد تظهر على أي محصول تقريباً إذا كانت التركيزات عالية بدرجة كافية ، وعادة ما يصاحب السمية أو يتداخل معها تأثير الملوحة أو مشاكل الرشح إلا أنها قد تظهر مع وجود مستويات منخفضة من الملوحة.
وقد تمتص التركيزات السامة من الصوديوم والكلوريد وتدخل النبات مباشرة من الأوراق خلال الري بالرش ، ويحدث هذا أساساً خلال الفترات الحارة مع ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة الجوية وقد يزيد امتصاص الأوراق من سرعة تجمع الأيونات السامة وتصبح المصدر الأول للسمية ، كذلك فإن العديد من العناصر الدقيقة Trace elementsبالإضافة للصوديوم والكلوريد والبورون قد تكون سامة للنباتات عند تركيزات منخفضة جداً ، إلا أنه من حسن الحظ أن معظم مياه الري لا تحتوى إلا تركيزات ضئيلة من هذه العناصر ولا تشكل هذه العناصر في العادة مشكلة ما .
وكلما زادت الملوحة ينخفض نمو النباتات (غير المتحملة للملوحة) ويقل إنتاجها ، إن خفض النمو يكون أحياناً متبوعاً بأضرار في الورقة ، تصبح الأوراق أصغر ذات لون أخضر مزرق داكن أكثر منه في الحالة الطبيعية ، تصبح قمة الورقة أو الحواف بيضاء ، ذات لون أحمر أو مائل للبنى حسب نسبة درجات الملوحة ، يمكن أن تصبح الأوراق ذات لون برنزى وتسقط مبكراً وهذه تكون صفات كثيرة الحدوث إن الأضرار التي تحدث للورقة يمكن أن تكون أكثر الأعراض المرئية حدوثاً في الأراضي الملحية ولكنها ليست ذات درجة أهمية تساوى أهمية خفض الإنتاج ووقف النمو .
المصدر :
الدورة التدريبية للأسمدة (مزرعة الهدى).