امراض النباتات - دروس

تأثير المبيدات الفسفوعضوية على الخصوبة عند الإنسان

4
(1)

لقد سجل العديد من العلماء في دراسات جديدة انخفاض نسبة الإنجاب فـي المجتمـع البـشري وارتفاع نسبة ضعف الخصوبة Infertilityمن 50 إلى 60 ٪ منذ سنة 1960حتـى يومنـا الحـالي ، الناتجة عن تعـرض الإنـسان لمختلـف أنـواع الملوثـات البيئيـة ، المـواد الـصناعية ، بقايـا المبيدات Xénobiotics، وغيرها في حياته اليومية.

إن الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة المحر بواسطة المبيدات تـساهم مباشـرة فـي ضـعف الخصوبة الذكرية حيث أن الزيادة العالية في تركيب الجذور الحرة قد تؤدي إلى ضعف فـي تركيـب الهرمونات السترويدية و تخليق النطاف بآليات مختلفة تضم إتلاف ،DNAالأكسدة اللبيديـة وأكـسدة البروتينات (Astiz et al., 2009).

حيث أظهرت نتائج فحص عينات حيوانات معرضة لسمية مزمنة لمزيج مـن المبيـدات و لكـن بجرعات ضئيلة عدم اتزان بين تركيب الجذور الحرة و الإنزيمات المضادة للأكسدة، وتغير في مستويات الإنزيمات حيث سجل ارتفاعا في نشاط GPXوبالمثل سجل ارتفاع جد عال لمستوى Glutathioneفي البلازما و الخصية وقد يعتبر هذا الأخير كآلية تعويضية خلوية لمحاولـة إحـداث اتزان خلال التوتر التأكسدي، كما لوحظ ضعفا في وظائف الغدة الجنسية والذي قد يرجع إلـى زيـادة مستوى الجزيئات النتروجينية النشطة (RNS) وخاصة(Nitrite (NOوأكد هذا من خـلال إدخـال مثبطات لتركيب أكسيد النتريك (NO) المؤدي إلى انخفاض حـالات المـوت المبـرمج و التغيـرات النسيجية المرضية المصحوبة بسمية خلوية لخلايا الخصية.

تعتبرا لأكسدة البيدية لأغشية النطاف الآلية المفتاح في الأضرار التي تصيبها و الناتجـة عـن الجذور الحرة ، استنادا إلى ارتفاع مستويات  MDA) malondialdehyde)، خاصة عند الحيونات  المعرضة لأكثر من مبيد ، مشيرة إلى أضرار تأكسيدية خطيرة في أغشية الخلايـا، كمـا لـوحظ كذلك نفس المستوى من الضرر البروتيني ، المقاس بواسطة  CPOs) Protein carbonyl) المـشكل، إضافة إلى هذا تسبب الأكسدة الفوقية اللبيدية في إلحاق أضرار بقواعد DNA .

وتختلف قدرة الخلايا التناسلية في تعديل الجذور المختلفة RNS/ROS على سبيل المثـال تمتلـك خلايا ” Sertoliأقوى جهاز مناعي دفاعي و هذا راجع لدورها في حماية عمليات تخليق النطاف ويظهر هذا من خلال زيادة نشاط GRو GSHTفي كل من خلايـا Sertoliوحتـى فـي خلايـا Peritubular التي تمتلك نفس الصفات .

وتتمتع خلايا النطاف الجرثومية “germ cells “بحماية من خلايـا “Sertoli ” بـسبب ضـعف جهازها الدفاعي حيث تمتلك مستوى نشاط جد ضعيف لل GPXو GSTو تكون النطـاف الناضـجة أكثر عرضة لهجوم الجذور الحرة لأنها غير محمية من طرف خلايا “Sertoli ” على عكس الخلايـا الجرثومية، كما أن غشائها غني بالأحماض الدهنية عديدة عديمة التشبع إضافة إلى عدم قدرتها علـى إصلاح ضررDNA.

ولا يقتصر الضرر الناتج عن المزيج من المبيدات على ضخامة و تفاقم نتائج التوتر التأكسدي ، بل يتسبب كذلك في حدوث إضطرابات في الهرمونات ، حيث لوحظ انخفاض في Testesteroneو انخفاض في تركيب Estradiolحيث يدل انخفاضه في الخلايا المعالجة على تضرر ميتابولزم هذا الأخير بشدة بسبب المبيدات، حتى أن تحفيز المحور الغدي –النخامي (gonodal-pituitaryغير قادر على إصلاح هذه الاضطرابات، كما تتسبب الـسمية تحـت الحـادة أو تحـت المزمنـة ل Methyl parathion في زيادة نسبة النطاف الشاذة وانخفاض في العـدد الإجمـالي للنطـاف عنـد الفئران المعالجة (Ismail and Huseyin , 2008) .

من الطبيعي أن يكون DNA مقاوما لشتى الأخطار بسبب تركيبه المكثف، لكنه يكون مـستهدف من طرف بعض المركبات مثل المبيدات الفسفوعضوية ،حيث سبق وأوضحت الدراسات أنها تتـسبب في الإضرار بكروماتينات النطاف و لكن بآلية تبقى غيـر واضـحة (Elsa et al ., 2008، حيـث أظهرت دراسة وبائية تضرر النسبة Chromatine/DNAفي نطاف أشـخاص تعرضـوا لمختلـف أنواع المبيدات الفسفوعضوية وذلك من خلال قياس مؤشر للتعرض للأكسدة الفوقية اللبيدية في البـول (dialkylphosphates) .

وفي دراسة مماثلة أجريت على عمال في موسـم رش المبيـدات لوحظـت تراكيـز ضـعيفة بالميكرومول (µMللمركبات الفسفوعضوية في المني غير أنها وجدت بتراكيز عالية فـي المـسالك التناسلية بسبب التعرض الهائل للمبيدات أثناء الرش (Elsa et al., 2008،ومن أكثر المناطق التـي كانت بها المركبات الفسفوعضوية عالية التركيز هي المسالك التناسلية خاصـة البـربخ و لكـن هـذا التركيز لم يظهر بالضرورة في المني.

إن من أهم مظاهر السمية الجينية للمبيدات الفسفوعضوية هي زيادة مستويات تجزئ DNAوقـد يكون هذا التجزؤ في النطاف الناضجة بعد التعرض لمختلـف المبيـدات الفسفوعـضوية و نواتجهـا الأكسيجينية مماثلا للتعرض الحاد العالي خلال موسم الرش.

إن سلامة Chromatine/DNA في النطاف ضروري لنقل الصفات الوراثيـة لـذا فـإن شـكل الكروماتين مهم للخصوبة ،حيث لوحظ مخبريا أن النطاف التي حدث فيها تجزئ عـالي للــDNA تكون مصحوبة بانخفاض في معدل الخصوبة و الحمل، وقد يتعلق إتلاف الكروماتين بعوامل أخرى ، خلال مرحلة تشكيل النطاف أثناء التوتر التأكسدي ، وأحدها هو النصج في البربخ حيث يلاحظ زيـادة في تجزئ DNAالنطاف خلال انتقالها عبر البربخ وذلك من خلال التعرض لجرعـة أحاديـة لأحـد أنواع المبيدات الفسفوعضوية مثلا، ويكون خطر الأضرار الجينية جد عالي خـلال مراحـل تـشكيل النطاف (تكثف الكروماتين) بسبب نقص ميكانيزمات الدفاع و ضعف القدرة علـى إصـلاح DNAو الإنزيمات المضادة للأكسدة .

 

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط التقييم 4 / 5. عدد الأصوات: 1

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

السابق
تأثير المبيدات الفسفو عضوية (OPIs) على الإنزيمات المضادة للأكسدة
التالي
تعريف الفيتامين E

اترك تعليقاً