يختلف انتشار الفطريات ونشاطها الفيزيولوجي باختلاف المواقع، بل إن الموقع الواحد تحدث فيه ذبذبة واضحة في إعداد الفطريات ونشاطها الكيميائي الحيوي وهذا باختلاف الأوقات. إضافة إلى ذلك يؤدي اختلاف نوع التربة وخواصها الكيميائية والطبيعية إلى اختلاف كثافة الميكروبات والأجناس السائدة فيها، وتعتمد مقدرة أي فطر على البقاء ومدى تأقلمه واستقراره في وسط ما على الظروف البيئية المحيطة ومن أهمها: المادة العضوية، الأس الهيدروجيني ) ، (pHالتسميد العضوي والمعدني ،
نسبة الرطوبة ، التهوية ، الحرارة ، الموقع من قطاع التربة ، فصول السنة ، نوعية الزراعة القائمة.
1 – المادة العضوية
تعتمد الفطريات في توزيعها على مدى توفر المواد العضوية القابلة للأكسدة وذلك لأنّها من الكائنات ذاتية التغذية. وعموما تختلف أعداد الفطريات بإختلاف محتوى التربة من المادة العضوية.
تؤدي إضافة بقايا المحاصيل أو أي مادة كربونية أخرى للتربة إلى زيادة ملحوظة في كثافة الفطريات والتي تعتبر الأنواع السائدة حيث تنتشر على وجه الخصوص أجناس ،Mucor ،Penicillium Trichoderma ، Apergillus ، Fusariumويبلغ التأثير المنشط للمادة العضوية على الفطريات أشده خلال الفترة الأولى لتحلل المادة العضوية التي غالبا ما تتخللها شبكة الهيفات الفطرية وتتميز بعض الأنواع بكثافة أعدادها فور إضافة المادة العضوية ثم تأخذ في النقصان السريع بعد ذلك، بينما
نجد أنواع أخرى تحافظ على الزيادة في أعدادها لفترة أطول نسبيا بعد إضافة البقايا النباتية، كما يختلف تأثير المادة العضوية باختلاف التركيب الكيماوي للمادة العضوية ذاتها وباختلاف الظروف البيئية المحيطة حيث نجد أن الفطريات تسود المجاميع الميكروبية على الخصوص عقب إضافة المادة العضوية إلى أوساط بيئية حمضية ومزودة بمصادر نيروجين كافية.
2 – الأس الهيدروجيني(pH)
تؤثر درجة الأس الهيدروجيني على ذوبان الشوارد المعدنية في محلول التربة.
حيث يزداد تحررها مع انخفاض الأس الهيدروجيني بينما يقل تيسرها عند ارتفاع الأس الهيدروجيني بسب دخولها في تكوين معقدات غير قابلة للذوبان، ويؤثر كبح هذه الشوارد على النشاط الأنزيمي الذي يحتاج إلى الأوساط المعدنية، وتتأثر النفاذية الغشائية للخلايا بسب الاختلال بين التركيز الداخلي والتركيز الخارجي.
يختلف الأس الهيدروجيني الملائم لنمو الفطريات باختلاف الأجناس والأنواع والسلالات.
وكثير من الأنواع تنمو في نطاق أس هيدروجيني واسع ينحصر بين الحموضة الشديدة والقاعدية الزائدة وكثيرا ما يوجد بعض الأنواع لها القدرة على النمو عند أس هيدروجيني من ،3-2بينما العديد من الأنواع تحافظ على نشاطها عند أس هيدروجيني 9أو أكثر والقليل ينمو عند أس هيدروجيني أكبر من9 ، وتسود الفطريات في الأوساط الحامضية وتلعب دورا أساسيا في التحولات الكيميائية الحيوية ولا يرجع ذلك إلى أن الحموضة تمثل الظروف المثلى لنمو الفطر ولكن يرجع ذلك إلى أنه في الوسط الحامض لا يوجد تنافس على المواد الغذائية حيث أن الفطريات يمكنها تحمل الحموضة في حين أن البكتيريا و الإكتنوميسات التي تحتاج إلى نطاق أس هيدروجيني ضيق تكون حساسة لهذه الحموضة ولذلك تتوفر الظروف لسيادة الفطريات.
3 – الرطوبة
عموما تتطلب الفطريات نسبة عالية من الرطوبة لنموها ومعظمها يفضل درجة رطوبة أكبر من ،%95وينخفض نموها عند رطوبة اقل من ، %80ويصل نشاط الفطريات الحد الأدنى عند الانخفاض الملحوظ في درجة الرطوبة.
وإن التحسن في مستوى الرطوبة يؤدي إلى زيادة في أعدادها التي تتناسب مع كمية الرطوبة. بعض الفطريات تقاوم وتصمد في الظروف شبه الجافة.
إلاّ أن زيادة الرطوبة إلى درجة كبيرة له تأثير معاكس لأنه يحد من انتشار الأكسجين داخل التربة وبذلك يقل التمثيل الغذائي للفطريات وخصوصا الهوائية، غير أن بعض فطريات Mucorتناسبها هذه الظروف فتزيد أعدادها.
4 – التهوية
تعتبر الفطريات الخيطية كائنات دقيقة هوائية إجبارية عموما بالرغم من وجود بعض الشواذ التي تستطيع النمو بدرجة بسيطة في غياب الأكسيجين ) Gunnerو .(1964 ،Alexndarحتى إنّه بالنسبة لبعض الأنواع الهوائية إجبارا نجد أن جزءا من الغزل الفطري قد يتغلغل في بعض المناطق الخالية من الـ O2ولكن غالبية كتلة الغزل الفطري تتواجد في المناطق المتوفرة بها الـ O2 وقد يفسر اعتماد الفطريات على الأكسيجين تمركزها في الطبقة السطحية من التربة وغياب هذه الكائنات الحية في
الطبقات العميقة بالأراضي العضوية من أصل نباتي وبأراضي المستنقعات.
وبالمثل في الأراضي المعدنية الغدقة تقل أعداد الفطريات لدرجة يكون فيها النشاط الحيوي متوقفا. وبعض الفطريات يمكنها مقاومة هذه الظروف غير الملائمة لفترة طويلة بتكوينها أبواغ مقاومة.
5 – الحرارة
معظم الفطريات وسطية الحرارة و توجد سلالات قليلة أليفة للحرارة في الأراضي العادية وهي توجد في الأسمدة العضوية حيث يزيد عددها بارتفاع درجة الحرارة أثناء عملية التخمر حيث يمكنها أن تتكاثر على درجة 50م° وأحيانا 55م°، والفطريات التي تنمو على درجة 37م° تتمركز على سطح التربة حيث تتوفر الحرارة المناسبة خاصة خلال فصل الصيف. من الفطريات أليفة الحر والمنتشرة في التربة بعض الأنواع التابعة لأجناس ، Mucor ، Humicola ، Chaetomium Aspergillusوقد تظهر نمو فطريات على أطباق فيرى محصنه على درجة حرارة 6م° Cladosporium ، Penicillium ، Mucorالتي يزداد انتشارها في التربة بازدياد قطاع التربة.
6 – عمق التربة
تنتشر الفطريات بأعداد كبيرة في الطبقة السطحية للتربة المزروعة في حين توجد أكبر كثافة عددية غالبا في الأفق Bلأراضي المراعي وتحتفظ الميكروبات بأعدادها الكبيرة في طبقات ما تحت التربة وإلى عمق قد يصل إلى الأكثر من متر وتزداد أنواع الفطريات الموجودة في الطبقة السطحية من القطاع، كما أن النوع السائد يختلف من طبقة إلى أخرى وتعزى الزيادة في أعداد الفطريات بدرجة ملحوظة في الطبقة العليا من القطاع في معظمها إلى تواجد المواد العضوية بكمية كافية.
أما الاختلاف في الأنواع السائدة فقد يتعلق بتأقلمها على النمو في وجود تراكيز منخفضة من O2 أو تراكيز عالية من CO2 في المناطق العميقة.