للمادة العضوية أهمية كبيرة لا يفوقها إلا الماء خاصة في الأراضي الصحراوية الرملية لما تقدمه من عناصر غذائية بشكل مستمر وإحداث توازن جديد للعناصر المغذية للنبات والتقليل من فقدان العناصر بامتصاصها على أسطح حبيبات التربة (1998 ,Zink et Allen). ويعتقد أنها تؤثر في كافة خصائص التربة ومصدرا للعديد من العناصر المغذية خاصة النتروجين بالإضافة إلى إتاحتها أكثر للنبات (عودة والعيسى، 2003).
تعرف المادة العضوية على أنها تلك البقايا والمخلفات الحيوانية والنباتية المضافة للتربة مع الكائنات الحية المجهرية سواء كانت البقايا متحللة أو مقاومة للتحلل حيث تتراوح نسبتها في التربة من 1 – 10 % وذلك حسب العوامل المناخية والزراعية .
ينتج عن تحلل المادة العضوية تحرر المركبات المخلبية من الأحماض العضوية وثاني أكسيد الكربون (CO2) التي تعمل على خفض درجة الحموضة (pH) للتربة والتأثير في إذابة المعادن، وبالتالي جعل العناصر أكثر جاهزية للنبات (2002 ,Hartman). مما يجعلها تؤثر في بنية التربة وقدرة الاحتفاظ بالماء ( الجلا، 2002). وتنوع نشاط الكائنات الحية. ويعد تمعدن المادة العضوية في التربة مصدرا هاما لتوفير أغلب العناصر المغذية وتيسيرها للنبات وخلق توازن في النظام البيئي الزراعي أكثر استقرارا واستدامة ، وزيادة تخزين التربة للعناصر المغذية وارتفاع السعة التبادلية الكاتيونية لها (1996 ,Balesdent). وأظهرت دراسات Risse et Faucette (2001) أن إضافة المادة العضوية تقلل من فقدان التربة للعناصر بنسبة 86%.والشكل (2 و3 ) توضح علاقة نسبة المادة العضوية بخصوبة التربة
كما تقوم المادة العضوية بتشكيل مجاميع حبيبات التربة الرملية ، وتجعل التربة داكنة اللون مما يكسبها قدرة أكبر على امتصاص الطاقة الشمسية وتحريض نمو وتكاثر الكائنات المجهرية النافعة والمرغوبة في التربة (Fan et Zhang, 2000).
وذكر Aoyama et al وآخرون (1999) أن المادة العضوية تحافظ على استقرار مجاميع التربة. ولاحظ (2008 .Allison et al ) أن تشكيل المجاميع الحبيبية ترفع من النشاطات الحيوية والإنزيمية للتربة. وتوصل ( 2012 .Wang et al ) إلى أن التسميد الطويل المدى يؤدي إلى استقرار بنية التربة والنشاط الحيوي لها وكما اثبتت ابحاث (Tisdall et Oades,1982’ Aoyama et al., 1999 :Wang et al, 2013) أن التسميد العضوي يؤدي إلى تماسك جزيئات التربة في مجاميع محصورة القطر 0.25 – 10 مم، فالحبيبات الأكبر قطرا من 0.25 مم لها أهمية كبيرة من ناحية التطبيقات الزراعية فهي تؤمن مسامية جيدة ومقاومة الانجراف، فقد وصلت نسبة هذه المجاميع 88.8 % بإضافة 60 طن / هـ سمادا عضويى(الخوري، 2006).
إن إضافة المادة العضوية تؤدي إلى زيادة النشاط البيولوجي للتربة والمتمثل في الأنشطة الإنزيمية مثل إنزيم اليورياز (Urease) يحول اليوريا إلى كربونات الامونيوم وإنزيم الفوسفاتيزوالانفرتيز التي تعمل على تحلل المادة العضوية وتراكم الكربون العضوي في التربة (2002 .Taylor et al). وأوضحت نتائج هالة وشرقاوي (2010) أن استخدام الأسمدة العضوية أو المستخلصات العضوية تشجع نشاط الكائنات الحية الدقيقة في التربة وزيادة تركيز الإنزيمات Dehydrogenase ،Urease ،Nitogenase التي تعتبر دليلا للنشاط الميكروبي.