1 – تعريف:
تآكل التّنوع النباتي هو تدهور وانقراض الأصناف و الأنواع النباتية.
2 – ظاهرة تآكل التنوع النباتي :
تعانـي الأصناف و الأنواع النباتية على المستــوى العالمي من تدهور و انقراض مستمر، حيث تفقد الأرض 0.5 إلى 1.5 من طبيعتها البرية كل عام(Balmford et al ,2003). كما يفقد من 25000 إلى 50000نوع سنوبا من الأرض(Lêveque et Mounoulou, 2001) ، والملتقى المنعقد بريو دي جانيرو بالبرازيل سنة 1992كان يهدف إلى حماية المنابع (المصادر) الوراثية من التآكل و الانقراض باعتبارها إرث للمجتمع الإنساني، حيث في عام 1999 اجتمع أكثر من 5000 أخصائي في علم النبات ينتمون لأكثر من 100 بلد في سانت لويس بولاية ميسوري بالولايات المتحدة الأمريكية في المؤتمر الدّولي 16لعلم النبات و اعترفوا في قرار صادر عن المؤتمر أنّ ثلثي الأنواع النباتية في العالم مُعرّض لخطر الانقراض خلال القرن 21 ممّا يهدد الاحتياجات للتّنوع النباتي والأفاق المستقبلية. يوضح ذلك في ( الجدول I) و الشكلين(1 و 2) .
الجدولI : عدد الأنواع الحية المفقودة منذ بداية القرن 17 أو المهددة بالانقراض في العالم. (UICN-WCMC, 2003)
3 – عوامل تآكل التنوع النباتي:
تقسم عوامل تآكل التّنوع النباتي حسب (2001)Levêque et Mounóulou ، (2000) Quézel إلى قسمين:
- عوامل بيئية.
- أنشطة الإنسان.
ويظهر ذلك من الشكل (3) المقدم من طرف الباحث (1991)Lubchenkoو الجدول (II).
جدول II : أهمية التصحر في العالم ( Pnueفي 1984، Mabbut).
1.3 – العوامل البيئية:
تتمثل العوامل البيئية حسب Barberoو (2001)IPCC ،(1995) Quézel خاصة في التغيرات المناخية ومن أهمها:
- التساقط.
- التغيرات الحرارية.
- تركيز CO2الجوي وتغيراته.
و تتلخص تأثيرات هذه العوامل فيما يلي:
ظاهرية وفيزيولوجية على الأنواع:
حسب Bairlain et Winkel, 2001 ; Menzel et Estrella, 2001) تغيرات ظاهرية للأنواع النباتية نتيجة التغيرات المناخية كتغير الأنشطة الفصلية (Phénologie) مثل الإزهار المُبكر (Fitter et Fitter 2002)
تغيرات في توزيع الأنواع:
التغيرات المناخية تؤثر على التوزيع الجغرافي للأنواع النباتية من خلال التحمل الفيزيولوجي للحرارة و التساقط أو الرّطوبة الخاصة بالنّوع (Mccarthy, 2001 ; Parmeson et Yohe, 2003) .
تغيرات في تركيبة النظم البيئية والعلاقات داخل الأنواع:
التغيرات الظاهرية و الفيزيولوجية وتوزّع الأنواع تغير من دون شك المنافسة والعلاقات بين الأنواع مع إمكانية انعــــكاس ذلك على وفرة الأنــــواع المحلية والمســاحات التي تنتشر فيها (Hughes, 2000).
فتذبذب هذه العوامل إلى حدود بعيدة يؤدي لإجهادات تؤثر سلبا على حياة مختلف النباتات ، مما يؤدي لانقراضها و توضع الأنواع الغازية ( الدخيلة ) و بالتالي الإخلال بالنظم البيئية.
مثلا:
الإجهاد المائي يشكل خطر على حياة الأنواع النباتية و سببه نقص أو زيادة الماء في وسط النمو فهو يعمل على:
- تجفيف البروتوبلازم و تخريب أجسام الخلية.
- تثبيط عملية التركيب الضوئي). (Rao et al،1987
- خفض عملية التنفس مع تطور الإجهاد.
- انخفاض نسبة المواد الكربوهيدراتية(Levitt, 1972) وتثبيط نقلها إلى الجذور مما يؤدي لموتها(Warlaw, 1969).
- توقف تشكيل البروتينات ومنه نقص الوزن الجاف وموت النبات في حدود حِرجة (Slatyer, 1975).
و أما بالنسبة للإجهاد الحراري فزيادة درجة الحرارة عن المتطلبات الحرارية للنبات تؤثر سلبا على حياته ، فارتفاع الحرارة لمدّة عام بـ °3م يؤدي لتغير كامل في المستويات النباتية(Quézel,2000) ، كما يؤثر انخفاض الحرارة سلبا على حياة النبات.
– الحرارة المرتفعة: تؤثر على الأنواع النباتية كما يلي:
- تلف الأغشية (Raison et al ,1980)
- تشوه البروتينات.
- فقد الماء و جفاف النبات.
- ارتفاع معدل التنفس .
- انخفاض معدل عملية التركيب الضوئي.
- تشّكل مواد سامة.
- تقزم و موت النبات في حدود حرجة.
– الحرارة المنخفضة:
حسب Lanc Cو Moreau Fفي (1992) côme تؤثر الحرارة المنخفضة على الأنواع النباتية كالتالي:
- الحدّ من نشاط الأنزيمات و ثباتها.
- انخفاض عملية التركيب الضوئي.
- انخفاض عملية التنفس.
- كبح عملية نقل المواد داخل النبتة.
أما تجمد الماء في الخلايا تحت فعل الحرارة المنخفضة جدا فيؤدي إلى موت الأنسجة النباتية نتيجة تشكل الجليد بين أو داخل الخلايا مما يسبب:
- تشوهات آلية في بروتوبلازم الخلية.
- تمزيق أغشية الخلايا.
- جفاف البروتوبلازم.
- موت الخلية.
كما يعتقد أن موت الخلايا بسبب الجليد يرجع لذوبان السريع عند ارتفاع درجة الحرارة، وتلعب الرياح والمحتوى المائي دور هام في تأثير الجليد حيث الأغصان الفتّية ذات المحتوى المائي الكبير اقل مقاومة من الأغصان المُسنّة ذات المحتوى المائي القليل، كما أنّ الجزء المعرّض للرياح في فترة الجليد يموت مباشرة بالمقارنة مع الجزء الغير معرّض للرياح من النبتة(Côme, 1992).
حسب (Côme, 1992) توجد آليتين لتشكل الجليد داخل الأعضاء النباتية كما هو موضح في الشكلين (4 و 5 ) حيث نلاحظ في براعم نبات ) l’épicéa (شكل 4) ظھور مرحلتين لتشكل البلورات الأولى أساسية(Ep) عند درجة الحرارة (-4 الى-°10م)، و الثانية ثانوية (Es) عند درجة الحرارة (-°14م) ويرتبط ذلك بمقاومة الجليد، ففي المرحلة الأولى(شكل A 4) تظھر البلورات الجليدية داخل الوريقات(les écailles) والمنطقة العلوية للبرانشيم اللحائي للغصن و البرانشيم النخاعي، في حين أنّ قمة البرعم (l’apex ) لا تتأثر بهذه المرحلة وهذا ما يعرف بالتبلور خارج خلوي ، وفي المرحلة الثانية (شكل 4 b ) أنسجة l’apex تموت نتيجة تشكل الجليد بداخلها، وهو ما يعرف بالتبلور داخل خلوي ، هذه الآلية تعرف بالتبلور خارج عضوي.
أما عند نبات sorbier (شكل 5) تظھر مرحلة واحدة فقط لتبلور(EP) عند(-°5م إلى-°10م ) حيث تشكل البلورات الجليدية يكون داخل البدائيات الورقية و داخل الوريقات هذه الآلية تعرف بالتبلور داخلعضوي.
نلاحظ تبلورين متتابعين، الأول (EP) و يتكون في الورقات (EC) و البرانشيم اللحائي و النخاعي، و الآخر (ES) يظهر في قمة البرعم (AP) عند -°14م.
(ــــ) تطور حرارة بيت التبريد.
،diaphragme 😀
GLجليد،
tالزمن بالدقائق(Dereuddre , 1978)
إنّ مقاومة أو موت النباتات المعرضة للجليد يرتبط أساسا بـ:
إعادة توزيع الماء داخل النبات.
خصائص الخلايا والنبات.
سرعة ارتفاع أو انخفاض الحرارة.
ويمكن ملاحظة ذلك في الخلايا كما يوضح في الشكل (6).
اقتناء المقاومة للجليد:
الأشجار:
مقاومة الجليد ترتبط بالحالة الفيزيولوجية للشجرة و تتم في فترتين خلال الدورة السنوية والتي نبينها في الشكل (7).
فتختلف مقاومة الغصن للبرد حسب حالته الفيزيولوجية، حيث تكون في فترة الإكماخ جدّ حساسة للجليد الربيعي (فترة النشاط)، وفي شهر جويلية إلى أوت أي قبل النضج الفيزيولوجي (المرحلة الأولى للمقاومة) يمكن للغصن أن يقاوم حتى-°20م (ويرتبط ذلك بالحرارة والفترة الضوئية)، أما المقاومة العظمى فتكون في سبتمبر خلال المرحلة الأولى للكمون (سقوط الأوراق) حتى فيفري أي قبل بداية الإكماخ، وهو ما يلاحظ في أشجار الدردار، النشم، العنب، التين، الرمان..(Fuchigami et al, 1982).
و المخطط التالي المعار عن (1992) côme يوضح ذلك:
النباتات العشبية:
كذلك في النباتات العشبية توجد مرحلتين للمقاومة، فمثلا عند نبات Colza المقاومة تبدأ في شهر سبتمبر حتى أكتوبر حيث تقاوم من-°5م حتى-°10م وتتطلّب وجود الضوء والحرارة المنخفضة، أمّا المرحلة الثانية تكون في غياب أو نقص الضوء وحرارة من-°2م إلى-°3م ممّا يسمح للنبتة أن تقاِوم حتى-°18.
(Kasper- Palacz, 1988 in Côme, 1992) . و لحمض الأبسسيك دور هام في مقاومة الجليد.
تعرف مجموعة من الأنواع النباتية تغيرات كيميائية ترتبط باقتناء المقاومة ضد الجليد كتركيب بروتينات، سكريات مذابة، برولين، لبيدات…(Dereuddre et Gozean, in Côme 1992) الشيء الذي أشار إليه بعض الباحثين بالنسبة لنجيليات ، الصنوبر…
قدم الباحثون نوع من تقسيم النباتات حسب درجة مقاومتها للحرارة المنخفضة و الجليد كما يلي:
ترتيب النباتات حسب حساسيتها للبرد:
- أنواع مقاومة للبرد: نباتات المناطق المعتدلة (تقاوم من -°1م حتى-°3م).
- أنواع معتدلة الحساسية للبرد: تقاوم من 2إلى°7م.
- أنواع جدّ حساسة: لا تتحمّل درجات الحرارة تحت°7م إلى°15م وأحيانا °20م. (Pierre M. in Côme, 1992)
ترتيب النباتات حسب حساسيتها للجليد:
- نباتات حسّاسة للجليد: لا تقاوم تشّكل الجليد داخل الأنسجة.
- نباتات متوسطة المقاومة: تقبل تشكل الجليد داخل الأنسجة مثل: النباتات العشبية الشتوية.
- نباتات مقاومة للجليد: نلاحظ في أشجار المناطق المعتدلة حيث تقاوم حتى-°40م. (Derweddre et Gazeau. in côme ;1992)
و حسب (2006) Kherief العديد من الأنواع النباتية بمنطقة قسنطينة تأثرت بفعل الجليد سنة ،1999 كما أعطت ترتيب لبعض الأنواع النباتية الموجودة بالمنطقة حسب درجة مقاومتها للجليد كما يلي:
- Casuarina equisetifolia
- Cupressus sempervirens
- Eucalyptus camaldulensis
- Acacia horrida
- Ceratonia silica
- Myoporum leatum
- Troéne lygustrum
- Schinus molle
- Citrus sp
- Acacia cyanophilla
- Sophora japoica
- Ailanthus altissima
- Gledistia triacanthos
- Mélia azedarach
- Fraxinus oxyphille
أما ثاني أكسيد الكربون فيساهم بقسط كبير في ارتفاع نسبة الغازات الجوية، حيث يقدّر هذا الارتفاع بـ ٪0.5كل عام مما يعمل على حبس الأشعة الحمراء المنعكسة من الأرض في الطبقات الجوية، و هذا يؤدي لتغيرات مناخية تعمل على :
- ارتفاع درجة حرارة الأرض.
- تغيرات في توزيع التساقط ( مما يؤدي لتعرض بعض المناطق للجفاف، تآكل الترب…).
- تلوث المياه و تغير منابعها.
- ارتفاع مستوى البحر.
- ارتفاع نسبة الكوارث الطبيعية.
- تغير في مردود المنتوج الزراعي.
و التي تؤثر بدورها على التنوع النباتي كما يلي:
- فقد أكثر من 2 مليون نوع يوجد في النظم البيئية الأرضية إذا استّمر تسخين الأرض (Thomas, Cameron, Green et al; 2004).
- فقد العديد من الغطاءات الغابية ( %40من غابات أمريكا فقدت).
- هجرة الأنواع النباتية و تغير النظم البيئية.
2.3. أنشطة الإنسان:
يلعب النشاط الإنساني دور كبير في التآكل غير الرّجعي للأنواع النباتية و هو ما يوضح في الشكلين
(17، 16) ، فالنّمو الديموغرافي المتزايد بشكل جدّ كثيف ( 2ملیار إنسان 4←1930ملیار8←1975 مليار 2020) یؤدّي مباشرة لزيادة أنشطة الإنسان والمتمثلة في:
- التمدّن والتطور الصناعي والتجاري.
- الأنشطة الزراعية.
( Barbero et Quézel،1995 . IPCC،2001 .Blondel et Medail،2005.Ramade, 2005)
1.2.3. التمدّن والتطّور الصناعي والتجاري :
إنّ زيادة النمو الديموغرافي يؤدي لزيادة الطلب على المنابع الوراثية و استغلال مساحات اكبر من الأراضي في استقبال هذا النمو من التهيئة العمرانية كبناء السكنات، شق الطرقات، بناء السدود، السياحة …. التوسّع الصناعي و ما يسببه من تلوث إضافة للتوسع الزراعي، مما يعمل على تآكل الأنواع النباتية.
أ- القطع والاستغلال غير العقلاني للمنابع الوراثية:
إنّ نمو الكثافة السكانية يرفع من الطلب المتزايد على المنابع الوراثية ممّا يضع العديد من الأنواع النباتية في خطر، مثلا أشجار Sapin de numidieو Quercus canariensisتدهورت بشدّة بفعل عمليات القطع في المغرب العربي ( Quézelو 1988 Barberoفي ،2000 Quézel) كما أن مساحة الغابات الاستوائية التي تغطي ٪7- 6من مساحة سطح الأرض تتقلص بمعدّلات رهيبة حيث يتم قطع سنوبا 11إلى 15مليون هكتار (مساحة بحجم دولة كالنمسا) للحصول على الخشب الذي يستعمل كمحروقات ، مادة أولية في صناعة الأثاث و الورق ، وسيلة بناء…و الشكل (10) یوضح ذلك.
نستنتج من هذا الشكل أن عمليات القطع المفرط بداية من سنة 1960أدت لنقص نمو الأشجار وبالتالي نقص إنتاجية الخشب (Brown et Wolff،1984) .
كما تشكل التجارة بالأنواع النباتية و المحاليل المشتقة منها خطر على الأنواع النباتية ;(CITE’s in Ramade
. 2005) .
و الشكلان(12,11) یوضحان التأثير السلبي للإنسان على الغابات و الأنواع النباتية التي تحويها.
ب- التلوّث:
تعريف التلوّث:
التلوث هو تغيرات غير ملائمة للوسط الطبيعي تظھر كليا أو جزئيا كنتيجة لفعل الإنسان ، من خلال تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة تغير معايير توزيع تدفق الطاقة، مستويات الإشعاع، التركيب الفيز وكيميائي للوسط الطبيعي و توزع الأنواع الحية. هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على الإنسان بطريقة مباشرة أو عن طريق المنابع الزراعية كالماء ومواد بيولوجية أخرى. كما تستطيع التأثير عليه بتغيير المواد الفيزيائية التي يحتويها، إمكانيات الوسط لترويح عن النفس، أو كذلك تبشيع الطبيعة.
(خبراء اللجنة العلمية الرسمية للبيت الأبيض، 1965في 2005 ، Ramade).
أضرار التلوث على التنوع الحيوي:
يؤدي التلوث إلى تآكل الأنواع النباتية (Levêque et Mounolou ،2001) بفعل المواد السّامة مثل: l’ammoniac،les fluorures, anhydride sulfureux SO2 حيث تسبب أضرار في مستوى الأوراق بموت الأنسجة و اصفرارها ، إضافة لبطيء النمو، و في حالات شديدة ومتكرّرة موت النبات، وهو ما يوضح في الشكل (13).
حسب www.omafra.gov.on.ca
2.2.3. الأنشطة الزراعية:
أ- التوسّع الزراعي و الاستصلاح الفوضوي للأراضي:
إنّ زيادة النمو الديمغرافي يؤدي لزيادة الطلب على المادة الغذائية مما ينتج عنه توسع الأراضي الزراعية بصفة فوضوية على حساب التنوع النباتي التي تعرفه هذه الأراضي. و تقدر المساحة المزروعة حاليا . (Lévêque et Mounolou, 2001) ٪ من إجمالي مساحة الأرض15 الى10 بـ مثلا في المغرب العربي تضاعفت المساحة المزروعة 4إلى 5مرات على حساب غابات الأرز حيث أُتلفت نهائيا ( 1988،Quézelفي 2000، Quézel) كما أنّ حوالي 100مليون شجرة و 500000كلم من الغابات المحمية بصفة طبيعية فقدت خلال 30سنة الأخيرة بفعل النشاط الزراعي (Lévêque etMounolou, 2001) .
ب- الرّعي المُفرَط:
إنَّ الرّعي المُفرط والتقليدي كأن تحصل الماشية على الغداء من موضعه يعمل على تدهور الأوساط الغابية كإضعاف النبات فيزيولوجيا ، تعريضه للحشرات و الأمراض ، القضاء على النباتات الصغيرة و الفسلات إضافة لأوراق الأشجار، كما أنّ لوطئ الأقدام تأثير سلبي على التربة والنبات بفعل عمليات الرّص و الانزلاق…
فمثلا نمو رؤوس الماشية في المنطقة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط ترَافق مباشرة مع تراجع غير عكسي للغطاء النباتي.(2000، Quézel في1988،Quézel)
لتفادي هذا التدهور غير العكسي يجب الخفض من مُعدّل الماشية التي ترعى في الغابات 0.8رأس من المجترات في الهكتار الواحد(Fao, 1981) ،في الجزائر مثلا المُعدّل يفوق ذلك ب 2إلى 3مرات( 2000 Quézel)
ج- تدجين الأنواع النباتية الدخيلة والغزو البيولوجي:
إنّ إدخال وتدجين أنواع جديدة على الوسط يكون على حساب الأنواع المحلية ممّا يؤدي إلى تدهور هذه الأخيرة و انقراضها بفعل عوامل المنافسة ، الأمراض، الافتراس ، التهجين، تجانس الأنظمة البيئية .
مثلا تربية أشجار الصنوبريات (Les résineux) أدّى لانتشارها حيث كانت تحتّل رُبع المساحة المشجرة أمّا الآن فتحتل ثلث تلك المساحة ممّا أدّى إلى إضعاف المجتمع الغابي وتدهور نباتاته نتيجة أنّ هذه الاشجار تفرز مواد ترفع من حموضة التربة(levêque et Mounolou, 2001).
3.3.الحرائق:
يرجع سبب اندلاع الحرائق للعوامل البيئية (حرارة ، جفاف ، رياح قوية) و عامل الإنسان سوآءا عن قصد أو عن غير قصد بفعل:
- العمليات الزراعية كإبادة الأعشاب الضارة و التوسع الزراعي كحرق المساحات المشجرة للحصول على أراضي صالحة لزراعة.
- تجديد المراعي.
- استعمال الحطب و تخفيض ثمنه.
- بالقرب من الطرقات نجد الشرارات الآتية من السيارات والقطارات و السيجارة…. . (Favre, 1992 )
أ- تأثير الحرائق على التنوع الحيوي:
تشكّل الحرائق تهديد كبير للغابات والتّنوع الحيوي الذي تحويه (FAO, 2001) فاندلاع الحرائق الكثيفة والمترددة يقضي على جميع الأنواع النباتية غير المتأقلمة من الأعشاب حتى الأشجار.
كما أنّ النيران المندلعة بفعل الإنسان تؤدّي لاختزال المجتمعات الحية بشكل غير رجعي فمثلا خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة كان هناك اختزال ل 60نوع من النباتات الوعائية، 10فطريات، 8 اشنات، 6 طحالب بسبب الحرائق التي تسبب فيها الإنسان (Shvidenko et Goldammer ,2001) . أمّا الغابات التي تتعرّض للحرائق الطبيعية والتي تندلع حسب نظام معين وفي فترات معينة تستطيع تحمّل هذه الحرائق كما تستطيع أنواع تلك الغابة بالعودة والتوضّع بعد مرور الحريق(Trabaud, 2000).
و يؤكد الخبراء أنّ تقليص مساحة الغابات بنسبة ٪10یعني تدمير ٪50من الكائنات الحية الموجودة فيها، كذلك توضع النجيليات في مكان الغابات المحروقة يعتبر التأثير الأكثر سلبية للحرائق على البيئة (Turvey, 1994 ;Cochrame et al 1999 ;Nepstad Moreira Et Alencer, 1999).
والجدول الشامل (V) يوضّح إحصاء لحرائق الغابات بالجزائر وتأثيرها خلال الفترة 2001-1963حسب الباحثين (Grim, 1989) خلال الفترة :1963-1984مذكرة (Gherbah, 1992)خلال الفترة 1985-1991 .
(Direction générale des forêts(DGFخلال الفترة 1992-2001.
جدول (V) : بيان حرائق الغابات خلال الفترة.1963-2001
(DGF، (Gherbah, 1992)،(Grim, 1989
السنة | المساحة) بالهكتار ( | السنة | المساحة) بالهكتار ( | السنة | المساحة) بالهكتار ( |
3236 | 1989 | 19.943 | 1976 | 3924 | 1963 |
28.046 | 1990 | 50.152 | 1977 | 9385 | 1964 |
13.176 | 1991 | 41.152 | 1978 | 52.732 | 1965 |
25.621.02 | 1992 | 15.662 | 1979 | 2503 | 1966 |
58.680.64 | 1993 | 26.944 | 1980 | 49.561 | 1967 |
271.597.79 | 1994 | 33.516 | 1981 | 14.549 | 1968 |
32.157.44 | 1995 | 9381 | 1982 | 13.314 | 1969 |
7301.75 | 1996 | 22.1367 | 1983 | 30.438 | 1970 |
17.830.71 | 1997 | 4731 | 1984 | 57.835 | 1971 |
28.629.65 | 1998 | 4668 | 1985 | 4097 | 1972 |
38.390.28 | 1999 | 21.537 | 1986 | 34.530 | 1973 |
55.782 | 2000 | 23.300 | 1987 | 11.002 | 1974 |
14.356 | 2001 | 27.757 | 1988 | 37.331 | 1975 |
ب- الأنواع النباتية المتحملة للحرائق:
توجد بعض الآلات تُمكّن بعض الأنواع النباتية من تحمّل الحرائق وهي:
- ضخامة القشرة.
- الكفاءة على إلتآم الحروق.
- قدرة البذور على البقاء.
- الارتفاع والحجم الكبير للأشجار.
- المخزون تحت الأرض للنباتات العشبية.
فبالنّسبة للنباتات العشبية بعضها يواجه الظروف الغير ملائمة من الحرائق بفضل تخزينها لمواد مغذية داخل الجذور أو السيقان الأرضية )في الجزء الأرضي( حيث بعد مرور الحريق وتوفّر الظروف الملائمة تستعمل الجذور مخزونها من الغداء وتُكوّن الجزء الهوائي ) شكل ، (22ومثال ذلك النباتات ثنائية الحول و المعمرة كالبرواق و الأبصال… (Daubenmire, 1968).
أمّا بعض الأنواع الشجرية فتقاوم أو تتحمّل الحريق كما يلي:
نباتات Pinus bankisanaو Pinus contorta لها مخروطيات متأخرة التفتّح حيث تمثل هذه المخروطيات وهي مقفلة مخزون للبذور وعند اندلاع النار تعمل على المحافظة على ذلك المخزون حيث بمرور الحريق تحرَّر تلك البذور التي تنمو بسرعة نتيجة عدم المنافسة من طرف نباتات أخرى على سطح التربة (Johnson 1992).
كذلك أشجار من نوع Pinus banlsianaو p.resinosaو p.sylvestris لها قشرة ثخينة وارتفاع كبير للقمّة ممّا يمكنها من العيش تحت العديد من الحرائق .(1992) Johnson.
وحسب (2006) Megrerouche ترتب الأشجار السائدة في منطقة قسنطينة حسب قابليتها للاحتراق والاشتعال ومحتواها المائي أي حسب درجة مقاومتها كما يلي:
- Litére Pinus halepensis
- Litière Quercus ilex
- Asparagus acutifolius
- Astragalus armatus
- Calycotome spinosa
- Ampelodesma mauvitanica
- Pinus halepensis
- Jumiperus oxycedrus
- Quercus ilex
- Phillyrea angustifolia
- Cataegus azarolus
- Phillyrea media
- Arbutus unedo
- Pistacia lentiscus
- Cistus villosus
- Ecorce Pinus halepensis
- Ecorce Quercus ilex
فالنار إذًا تلعب دور انتخابي فتزيل النباتات الحساسة و تبقي الأخرى ذات الخصائص الواقية.
المصدر:
بولعسل معاد 2008 : تآكل التنوع النباتي في منطقة قسنطينة . جامعة منتوري قسنطينة.
الفهرس
- 1 – تعريف:
- 2 – ظاهرة تآكل التنوع النباتي :
- الجدولI : عدد الأنواع الحية المفقودة منذ بداية القرن 17 أو المهددة بالانقراض في العالم. (UICN-WCMC, 2003)
- 3 – عوامل تآكل التنوع النباتي:
- جدول II : أهمية التصحر في العالم ( Pnueفي 1984، Mabbut).
- 1.3 – العوامل البيئية:
- ظاهرية وفيزيولوجية على الأنواع:
- تغيرات في توزيع الأنواع:
- تغيرات في تركيبة النظم البيئية والعلاقات داخل الأنواع:
- مثلا:
- – الحرارة المنخفضة:
- إنّ مقاومة أو موت النباتات المعرضة للجليد يرتبط أساسا بـ:
- اقتناء المقاومة للجليد:
- الأشجار:
- النباتات العشبية:
- ترتيب النباتات حسب حساسيتها للبرد:
- ترتيب النباتات حسب حساسيتها للجليد:
- 2.3. أنشطة الإنسان:
- 1.2.3. التمدّن والتطّور الصناعي والتجاري :
- أ- القطع والاستغلال غير العقلاني للمنابع الوراثية:
- ب- التلوّث:
- تعريف التلوّث:
- أضرار التلوث على التنوع الحيوي:
- 2.2.3. الأنشطة الزراعية:
- أ- التوسّع الزراعي و الاستصلاح الفوضوي للأراضي:
- ب- الرّعي المُفرَط:
- ج- تدجين الأنواع النباتية الدخيلة والغزو البيولوجي:
- 3.3.الحرائق:
- أ- تأثير الحرائق على التنوع الحيوي:
- جدول (V) : بيان حرائق الغابات خلال الفترة.1963-2001
- (DGF، (Gherbah, 1992)،(Grim, 1989
- ب- الأنواع النباتية المتحملة للحرائق:
- المصدر: