لكونھا أھم المركبات عدیدات الفینول و في ظل اتساع دائرة البحث في مجال المنتجات الطبیعیة فقد أخذت المركبات الفلافونویدیة حیزا بالغ الأھمیة من اھتمام الباحثین ،فقد تم استخراجھا طبیعیا من النباتات وخاصة نبات الشاي ألأخضر، ویرجع الاھتمام بالفلافونویدات كونھا مركبات ذات نشاط بیولوجي وصیدلاني فھو مضادة للبكتیریا مضادة للفیروسات ، مضادة للأكسدة ،مضادة للسرطان ، ویرجع نشاطھا ھذا إلى تركیبھا الكیمیائي.
فقد تم التعرف على أكثر من 4000 تركیب فلافونویدي وھذا الاختلاف راجع إلى تنوع الغطاء النباتي والأقالیم المناخیة ،لكن بالمقابل تم فحص عدد قلیل من أنواع النباتات المصنفة من ناحیة احتوائھا على الفلافونويدات ،حیث تلعب ھذه الأخیرة دورا وقائیا للنباتات اتجاه العدید من الفطریات والحشرات وكذا الأشعة فوق البنفسجیة .
الفلافونویدات (باللاتینیة : Flavus =أصفر)ھي صبغات صفراء منتشرة بكثرة عند النباتات، وھي مسؤولة على تلوین الأزھار، الثمار وأحیانا الأوراق، إلى جانب مركبات Anthocyanides التي تشترك معھا تقریبا في الھیكل الكیمیائي.
الفلافونويدات صبغات تم اكتشافھاعام 1936من طرف Hongrois Szent-Gyogy في قشور اللیمون، ھي مركبات بولیفینولیة طبیعیة تحتوي على 15ذرة كربون في ھیكلھا الأساسي موزعة على ثلاث حلقات.
A , B, Cكما ھو موضح في الشكل (01 ) لھا وزن جزیئي ضعیف.
1 – تواجدھا
تنتشرالفلافونیدات بشكل كبیر على مستوى النباتات الراقیة خاصة على مستوى بعض العائلات مثل المركبة والقرعیة والخیمیة،و بشكل محدود عند النباتات الدنیئة ، وھي موزعة بشكل أكبر في الأجزاء الھوائیة للنباتات ، فھي تتواجد على مستوى كل من الأوراق تتمركز ما بین الأدمة والطبقة الوسطى، وفي الأزھار تتمركز في خلایا البشرة .
كما یمكن تواجدھا في بقیة الأجزاء الأخرى من النبات كالجذور،البذور، حبوب الطلع. أما على مستوى الخلیة فتتواجد في الفجوات على شكل مركبات ذات أساس سكري حیث وجود السكر في الجزیئة یعطي لھا القدرة الشدیدة على الذوبان في الماء ، بینما تتمركز في السیتوبلازم على شكل فلافونويدات عدیدة المیتوكسیل فھي تذوب في المذیبات غیر القطبیة .
2 – خواص الفلافونويدات
بما أن بعض الفلافونويدات ھي مركبات ھیدروكسیلیة فإنھا تتصف بخواص الفینولات ، ذات صفة حمضیة ضعیفة،قابلة للذوبان في القواعد القویة)ھیدروكسیدالصودیوم. (كما تتصف الفلافونويدات التي تحمل عددا أكبر من مجموعات الھیدروكسیل الحرة أو التي تحتوي بقیة السكر بالصفة القطبیة وبالتالي فھي قابلة للذوبان في المذیبات القطبیة (میثانول ،إیثانول،أسیتون وماء) .
أما الفلافونويدات الأقل قطبیة مثل: Flavonones, Flavones, Isoflavones التي تحمل عددا أكبر من مجموعات المیثوكسیل فإنھا تذوب في الكلوروفورم أو الایثر.
3 – البنیة الكیمیائیة للفلافونويدات
تتمیز الفلافونويدات ببنیة مشتركة عبارة عن ھیكل كربوني مكون من 15عشرة ذرة كربون موزعة على الشكل C6-C3-C6 ویعرف diphenyl Propane 1,3 مؤلفة من حلقتین بنزنیتین ( Aو B) مرتبطتین بحلقة غیر متجانسة اكسیجنیة Hétérocycle أي أنھا تحتوي على عنصر الأكسجین أو ما تعرف بالحلقة (C) .
تتوزع تراكیب الفلافونويدات حسب طبیعة الحلقة غیر المتجانسة الاكسجینیة وھذه الحلقة تشتق سواء من: Pyrane أو Pyrylium أوPyrone .
4 – تركیبھا :
تتركب الفلافونويدات على مستوى Chloroplastes ابتداء من Cinnamoyl Coa الذي یصدر من الشبكة الأندوبلازمیة ومن Malonates المركب تحت شكل ،Hétérosides بعضھا یغادر Chloroplastes ویتراكم في الفجوات .
ھذه المركبات ھي نواتج المیتابولیزم الثانوي، تنتمي إلى ما یعرف بالجزیئات الدقیقة نظرا لصغر وزنھا الجزیئي وتراكمھا في كمیات ضعیفة . لا یتعدى تركیزھا في الخلیة النباتیة 1millimole .
5 – الخصائص الوقائیة للفلافونویدات :
یختلف تأثیر الفلافونويدات تبعا لتركیبھا الكیمیائي ولھذا أدوارھامختلفة فھي :
مضادة للبكتیریا (Antibacterie)، مضادة للحساسیة،مضادة للالتھاب ،مضادة للطفرات الجینیة (Antimutagenique) مضادة للفیروسات، مضادة للورم السرطاني (Antineoplastique) ومضادة للتخثر لھا دور في توسیع الأوعیة ، ونشاط مضاد للأكسدة فھي قادرة على إزالة الجذور الھیدرو كسیلیة ،انیون فوق الأكسدة وجذور الأكسدة الفوقیة للبیدات .
فالفلافونویدات ومن خلال خاصیتھا الفیتامینیة P تعمل على خفض نفاذیة الأوعیة الدمویة وتزید من مقاومتھا (شرایین ، أوردة ، شعیرات ،أوعیة لمفاویة) ،حیث تقاوم الجذور الحرة وذلك باقتناصھا أو ھدم ھذه الجزیئات المضرة بالخلایا (زیادة الجذور الحرة تعتبر الیوم كأحد المسببات للسرطان) .
وھي كذلك تلعب نشاطا مضادا للالتھابات والحساسیة، واقیة للكبد، مضادة للتشنجات، تعمل على خفض نسبة الكولسترول وھي من مدرات البول ، وأكثر من ذلك فھي تقاوم تلف ألیاف الكولاجین فتقلل من سرعة ظھور الشیخوخة.