ذكر الله عز وجل في كتابه المحفوظ شجرة النخيل المباركة في عدة مناسبات لفائدتها و إختلاف ثمارها، كما في سورة الرعد “وفي الأرض قطع مُتجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بغضها على بغض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون”.
بين الله عز جلاله في هاته الأية الكريمة تنوع أصناف النخيل المثمرة في بيئة واحدة (نفس التربة و الماء) لكنه يختلف في الثمار من حيث الحجم، الطعم، اللون و بعضها أفضل من بعض في الطعم والتكوين على الرغم من تشابهها الكبير، ربما هذا التنوع يعود إلى اختلاف مصدر حبوب اللقاح والتأثير الجيني للاصناف الأنثوية مما ينتج عن ذلك أصناف مختلفة.
1. التنوع في العالم:
يزخر العالم بحوالي 3000 صنفا وأغلبها متوزعة في دول معروفة بانتاجها الكبير لثمار هذا النوع من النخيل. كثافة الاصناف تتراوح بين 1-17%. و التنوع في الأصناف له تأثير مباشر بالنخيل الذكرية (1990 ,BEN ABDELLAH).
إعتمد الفلاحون سابقا على اختيار الاصناف النابتة من البذور والتي تمتاز بجودة ثمارها والتي تنتج أحسن التمور باكثارها نباتيا عن طريق الفسائل والشبيهة للنخلة الأم، وبهذه الطريقة تم الإحتفاض بالأصناف المرغوبة. و الإكثار بالبذور نتج عنه تنوع كبير في الاصناف ، وكل واحدة لها صفات مستقلة عن الأخرى (2000 ,PEYRON). والصنف الاكثر شعبية و المعروف عبر العالم بشكل رئيسي هو مجهول (المغرب) والصنف الأكثر تصديرا هو دقلة نور (الجزائر، تونس) (2009 ,EL-HADRAMI).
جدول(01): عدد الأصناف المتواجدة في العالم (2002 ,ZAID).
2. التنوع في الجزائر:
بالنظر إلى توزيعها في صحراء الجزائر فهي تختلف بنسبة 70% في الجنوب الغربي و 60 % بالجنوب الشرقي وتعتبر منطقة الزيبان و الوسط (ميزاب) الأكثر تنوعا من حيث التنوع الوراثي منذ القدم. باستثناء الأصناف الإقتصادية نعتبر بقية الأصناف الأخرى مهددة بالإختفاء. العوامل التي تتحكم في التنوع بالجزائر النقص في المياه الجوفية، النزوح الريفي و التوجه نحو الزراعة الأحادية (1997 ,TRICHINI).
و أن أغلب الأصناف المتواجدة في الجزائر غير متجانسة في العمر وتمتاز بكبر عمرها ودخول زراعات جديدة في بساتين النخيل مما يقلل الإهتمام بها ( ,.BELGUDJ et al 2008). كما أن الكثافة من حيث الأصناف تختلف من صنف الى آخر فمنها من تغرس بكثرة وبأشكال متفاوتة. من جهة كبيرة السن ربما هذا راجع لعدم غرسها بشكل دوري مما ينجر إلى إنقراضها (BLGUEDJ, 1996)