من المعروف أنه لابد لكل إنتاج زراعي من : التربة , والماء , والهواء , والطاقة الشمسية .
ولقد عرف كل من Bradyو Buclmanالتربة بقولهما :
التربة هي الجسم الطبيعي الذي صّنع وتشّ كل من خليط متنوع من فلزات وصخور متفتتة , ومواد عضوية متعفنة ومتحللة , والتي تغطي الأرض بطبقة رقيقة , والتي تزود النبات بغذائه اللازم , بوجود الظروف المناسبة والملائمة من الهواء والماء والتفتت الميكانيكي والتحاتّي لها .
إن الفكرة الأولى في التعريف هي أن التربة هي جسم طبيعي نشأ مبدئياً من خلال تأثير عوامل تشكيل التربة على المادة الأصل والتي هي غطاء الصخور ، والعوامل التي أثرت في هذا التشكيل هي :
أ- المناخ وبشكل خاص درجة الحرارة والترسيب .
ب- الكائنات الحية وخاصة النباتات الطبيعية .
جـ- طبيعة المادة الأصلية مع الأخذ بعين الاعتبار : البنية والتركيب
الكيميائي والتركيب الفلزي .
د- طبوغرافية المنطقة .
هـ- الزمن .
يمكن ملاحظة تطور نمو التربة عن طريق مشاهدة طبقاتها الأفقية المتعددة والمختلفة في صفاتها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية . وان تعاقب وتسلسل هذه الطبقات الأفقية هو الذي يؤلف ويشكل المقطع الجانبي للتربة .
وعوامل تشكيل التربة هذه تختلف في شدتها من مكان لآخر باختلاف الصخور المتفتتة منها واختلاف الأدوار الجيولوجية التي مرت عليها .
إن مياه الأمطار الراشحة إلى الأسفل عبر طبقة المادة الأساسية سينجم عنها تغيرات ميكانيكية وتفاعلات كيميائية . تتكون التأثيرات الميكانيكية بصورة أساسية من حركة الجزئيات الناعمة باتجاه الأسفل وهي جزئيات الغضار والوحل وجزئيات المواد العضوية المتفككة مما ينجم عنه ركاماً من أنواع تفتت الصخور بألوان فاتحة تسيطر عليها جزئيات خشنة . أما الحموض العضوية الناتجة عن تحلل المواد العضوية فهي تزيد من مسامية التربة وقدرتها على ترشيح مياه الأمطار وهي المسؤولة عن التفاعلات الكيميائية خلال عملية تشكيل الركام الصخري ويعتبر الغضار والمواد المغذية المنحلة بعضاً من النواتج الرئيسية لهذه التفاعلات وفي الوقت الذي تتناقص فيه سرعة المياه الراشحة ، تترسب نواتج تفكك الصخور مما ينجم عنه طبقات من الدقائق الناعمة وبلون داكن لسبب تراكم المواد العضوية .
بصورة عامة فإن التربة الزراعية تتألف من طبقتين :
طبقة علوية : وتكون غنية بالمواد العضوية , وطبقة سفلية .
وتحت الطبقة السفلية تقع طبقة من الصخور ليست بالضرورة هي الصخور التي كونت التربة التي فوقها لأنه في معظم الحالات فإن طبقة التربة اشتقت من صخور متوضعة في موضع آخر ومن ثم نقلت إلى المكان الحالي بفعل الرياح والسيول . والتربة هي التي تسهم إلى حّد كبير في نمّو النبات وذلك لأنها تزوده بالغذاء ، ولأنها الوسط الذي من خلاله تحصل الجذور على المواد المغذية المعدنية والماء .
