يتمحور المشكل حول معرفة عدد النورات، وإذا أمكن عدد الأزهار المحتواة في كل برعم، وهذا من الممكن عمله في الحقل بتعداد النورات الظاهرة بعد الإكماخ، لكن الأمر الذي لا يمكـن معرفتـه هـو الخصوبة الكامنة الحقيقية لكل البراعم بما فيها تلك التي لم تكمخ.
لذا يجب أن تكون البـراعم محل دراسـة قبل إكماخها وذلك بحملها على الإكماخ أو باسـتعمال تقنيات مجهرية مما يسمح لنا بتحديد الخصوبة مسبقا دون انتظار إكماخ البراعم طبيعيا في الحقل.
1 – التحديد الشتوي للخصوبة:
تستخدم للتحديد الشتوي للخصوبة عدة تقنيات تعتمد أساسا على عزل البـراعم السـاكنة عـن الغرسة الأم، ومحاولة معرفة عدد النورات التي تحويها وذلك إما بحملها على الإكماخ أو عمـل مقـاطع عليها وملاحظتها مجهريا. – تقنيات الملاحظة المجهرية: تسمح لنا هذه التقنيات بمعرفة الخصوبة الكامنة الحقيقية منذ بداية الخريـف، فبعد التحصل على الأغصان عند عملية التقليم تُجرى على البراعم الكامنة المعزولة مقاطع طوليـة علـى المستوى الفيلوتاكسي ثم تفحص بالمجهر بغرض عد النورات التي تحويها، وقد طـُبقت هذه الطريقة مـن طرف (1937) LAPORTE و(1972) BENABEDRABOU في(1930) BERNON و( 1898)VIALA
ونستطيع كذلك تشريح براعم تحت مكبرة أو عمل مقاطع بالقاطع المجهـري (microtome) بعـد غمـر البراعم الساكنة في البارافين وتسمح هذه التقنية بمتابعة النشوء الزهري وتطور بداءات النـورات الفتيـة داخل البراعم (1972 ،BENABEDRABOU) .
وتتميز هذه الطريقة بالصعوبة الكبيرة خصوصا في تقدير أبعاد النورات.
– حمل البراعم على الإكماخ:
إذا كانت تقنية الفحص المجهري تتطلب عمل دقيق ومتواصل بالنسـبة لكـل البراعم، فإنه يمكن استعمال طريقة ثانية تتمثل في حمل البراعم على الإكماخ، لهـذا الغـرض تسـتعمل قصبات ذات هيئة مشابهة بالتي احتـُفظ بها بعد التقليم، يجب أن تسمح لنا الطريقـة المعتمـدة بالتحصـل على نسبة إكماخ مرتفعة لكل البراعم وتطور مقبول حتى مرحلة ملائمة لدراسة النـورات الفتيـة تحـت المكبرة ( حوالي 40يوما بعد الزراعة) .
2 – هدف التحديد الشتوي:
تكمن أهمية التحديد المسبق لخصوبة دالية في إمكانية التحصل على معلومـات حـول طريقـة التربية الواجب العمل بها في عمليات التقليم، وتسمح لنا كذلك بتقدير المردود النهائي بالأخذ في الاعتبـار عوامل أخرى مثل نسب الانعقاد والنضج.
ونستطيع تحديد الخصوبة مسبقا في حالة العنب لأسباب عديدة (1965 ،BESSIS):
- تتكون النورات مثل العديد من الأشجار المثمرة في الفترة الإعاشية السابقة، وبالتالي تستطيع أن تكـون محل دراسة خلال الشتاء.
- تُبقي عمليات التقليم على عدد ثابت من البراعم موزعة بطـريقة متماثلة على كل غرسة ( على الأقـل عند بعض أنظمة التقليم مثل نظام ڤويو Guyot وهو المعمول به في هذا البحث) والذي يمكّـننا من تقـدير عدد وخصائص النورات لغرسة أو حقل عنب.
- كذلك من السهل التحصل على تطور مسبق للبراعم في المخبر، مما يجعل دراسة النورة أسهل وأحسـن من تلك التي نتحصل عليها بالتشريح أو عمل مقاطع مجهرية على براعم ساكنة.