ظهرت مشكلة الأراضي المالحة قبل ظهور الإنسان والزراعة، وتفاقمت مع مرور الوقت (2001 ,Jian)، فهي تهدد حوالي 900 مليون هكتار من الأراضي عبر العالم (2008 ,. Flowers , 2004 ; Elizamar et al) ، وما يقارب 15 مليون هكتار في المغرب العربي والشرق الأوسط (2008 ,.Ben Ahmed et al)، أما الأراضي الزراعية التي تمسها الملوحة فتشكل 5% (1999 ,.Munns et al)، في حين يعاني ثلث الأراضي المسقية الملوحة بسبب مياه الري (2007 ,.Singh et Chatrath , 2001 ; Rida et al)؛ وتبقى مساحة الأراضي المهددة بالتملح، في تزايد مستمر مع الزمن، إذ قدرت بحوالي 6 % أي ما يعادل 77 مليون هكتار في ال 45 سنة الماضية (2008 ,FAO). أما في الجزائر فقد قدرت مساحة الأراضي التي تعاني من الجفاف والملوحة بأكثر من 3.2 مليون هكتار من المساحة الكلية، هذين العاملين يعملان على تغير ثباتية الأنظمة البيئية، كما يساهمان في انتشار ظاهرة التصحر (FA0, 2008).
اصبح تحسين مقاومة النباتات الغذائية للملوحة ضروريا في معظم الأراضي الزراعية، المالحة طبيعيا، أو المملحة بعمليات السقي المحلية (1995 ,Ilga)؛ كما اصبح إنتاج البطاطس المقاومة للملوحة مهما لاستغلال الأراضي المالحة (2006 ,.Christophe et al). لأنها تعد من أهم أنواع الخضر، كونها الغذاء الرئيسي في معظم مناطق العالم، وبديلا هاما للحبوب مرتفعة الثمن؛ كما لها دور في الصناعة، فهي تلعب دورا مهما في اقتصاد العديد من الدول، كما تحل مشاكل نقص الغذاء العالمي لتعدد استعمالاتها (1987 ,Rajnchapel)؛ بالنسبة للجزائر أصبحت البطاطس من أهم الخضر المخصصة للاستهلاك البشري، وخاصة بعد الاستقلال، حيث تزايد الاستهلاك السنوي من 35 كغ / للفرد / السنة خلال 1990 إلى 57 كغ / للفرد / السنة في 2005، أما الإنتاج فقد بلغ 1.9 م طن في 2008، على مساحة قدرت ب 90 ألف هكتار، وبمردودية 11 – 21 طن / الهكتار، محتلة بذلك المرتبة الرابعة إفريقيا بعد مصر، ملاوي، و جنوب إفريقيا (2008 ,FA0).
تشكل الزراعة النسيجية طريقة مهمة لانتقاء النباتات المقاومة للملوحة ( Anura , 1988 ; Ekanayake et 1993 ,Dodds)؛ وذلك لكون تقدير تحمل النباتات للملوحة في الحقل يتطلب الوقت والعمل الكبير، كما أن النتائج تتأثر بتغيرات الوسط المحيط، فكانت تقنيات الزراعة النسيجية هي الحل لربح الوقت (1998 ,Yanling). وكان تقدير وتحسين تحمل الملوحة لدى نبات البطاطس مخبريا على مستوى الكالوس من الحلول المتبعة Sabbah et) (1990 ,Tal؛ رغم ان اعمالا مخبرية قليلة نجحت في إنتاج نبات بطاطس مقاوم للملوحة عند المستوى الخلوي.
يندرج هذا العمل ضمن المجال الواسع لتطبيقات الزراعة النسيجية، لإنتاج وتحسين النباتات الزراعية، وبالتحديد إنتاج الكالوسات لنبات البطاطس، مكيفة لتراكيز عالية من الملح، والذي يشكل مرحلة هامة في انتقاء وتحسين نبات البطاطس المقاوم للملوحة.
إذن لتثمين العمل حاولنا الإجابة على تساؤلات أساسية:
- ما هي الشروط المثالية لتشكل الكالوسات؟
- ما هو تأثير التراكيز الملحية المضافة إلى الوسط على الكالوسات؟
- ما هي قدرة الكالوسات المكيفة على تحمل الملوحة؟
الملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى إمكانية استعمال التباين الجسمي المحفز بالزراعة المولدة للكالوس، قصد انتقاء أنماط من البطاطس ( Solanum tuberosum .L) متحملة لظروف الملوحة. تتوقف فعالية هذه التقانة المخبرية على التحكم في مختلف العوامل المؤثرة على عملية تشكل الكالوس.
قمنا بدراسة تشكل الكالوس لدى أربعة أصناف من البطاطس Kondor Bartina Spunta ، Desiree ، الناتجة عن نمطين من الفسائل الأوراق والسلميات، داخل ثلاث أوساط زراعية .
النتائج المتحصل عليها اظهرت غياب أي تأثير معنوي لكل من الوسط الزراعي والنمط الوراثي على سرعة تشكل الكالوسات، ولنمط الفسيلة على نسبة تشكل الكالوس. كما بينت وجود تأثير معنوي لنمط الفسيلة، الوسط الزراعي، والنمط الوراثي على نسبة تشكل الكالوس و نموها ؛ حيث كانت أحسن في الوسط (گمغل NAA+ 1 مغل BAP+1 مغل GA3)، و(3 مغل + 2 – 4 D+ 0 . 5 مغ/KIN) ، وعند الصنف Bartina .
تمت دراسة تأثير الملوحة على مختلف أنماط الكالوسات المتكيفة للأصناف الأربعة لعينات السلميات وفي الوسط الزراعي (5 مغل NAA + مغل BAP+1 مغل GA3). اظهرت النتائج المسجلة انخفاض في كل المؤشرات المدروسة (معدل تشكيل الكالوسات، نمو الكالوس، النمو المتوسط النسبي، المحتوى المائي، ومعامل الحساسية للملوحة عند ارتفاع ملوحة الوسط الزراعي، وهذا عند الكالوسات غير المتكيفة للملوحة. كما لوحظ تأثير واضح لنمط الكالوس على المؤشرات السابقة، حيث لوحظ نمو أحسن للكالوسات المكيفة للملوحة 150 ملي مول NaCl من الكالوسات غير المكيفة في نفس الوسط الزراعي.
المصدر:
بن ضياف حمدي 2010 .
التباينات الجسمية المحدثة عند نبات البطاطس (Solanum tuberosum L) تحت الظروف المخبرية قصد تحسين مقاومتها للملوحة.
Variations somaclonales induites in vitro sur la pomme de terre (Solanum tuberosum L.) pour améliorer sa résistance à la salinité