علم التربة - دروس

الأسمدة الفوسفاتية Phosphete Fertilizers

2.4
(5)

إن أول سماد فوسفاتي استعمل وبشكل واسع في أوربة خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر كان عبارة عن طحين العظام ، وعندما نقصت الكميات الواردة من عظام الحيوانات تم جمع العظام البشرية من ساحات المعارك أو أماكن الدفن .

في عام 1830بدأت معالجة العظام بحمض الكبريت المدد حيث تتحول العظام إلى سائل كثيف لزج ، ووزع هذا المنتج في براميل خشبية على المزارع ، وأحياناً كانت تضاف أملاح البوتاسيوم أو كبريتات الأمونيوم أو نترات الصوديوم إليه وهكذا تم إنتاج وتقديم أول سماد كيميائي سائل ممزوج .

في حوالي عام 1840وجد بأن معالجة الخامات الفوسفاتية بحمض الكبريت تعطي سماداً فوسفاتياً فعالاً . وس مي هذا السماد بـ سوبر فوسفات .

وفي عام 1842بدأ إنتاج أول سماد سوبر فوسفات تجاري وناجح على يد Lawes في إنكلترا وتبعه آخرون بحيث أنه في عام 1853كان هناك 14 مصنعاً في إنكلترا وحدها .

وذكرت التقارير إلى وجود 80مصنعاً في إنكلت ا ر عام 1870وكان العديد من المصانع المبكرة بدائية ، حيث كانت تقوم على مزج الخامات الفوسفاتية بحمض الكبريت في أوعية أو جرار كبيرة وبشكل يدوي باستخدام خلاط خشبي .

ولكن في عام 1862استعمل Lawesخلاطاً مستم اً ر بطاقة تصل إلى 100طن باليوم الواحد . وارتفع الإنتاج في بعض المصانع الحديثة إلى ما يزيد عن 100طن / يوم . ولكن غالباً تفضل الوحدات الإنتاجية الصغيرة والمخصصة لتخديم المناطق المحلية ، لأنه يندر أن يتم شحن المنتج الفقير المحتوى إلى مسافات بعيدة .

يتلازم تاريخ إنتاج السماد الفوسفاتي المركز أو سماد السوبر فوسفات الثلاثي مع إنتاج حمض الفوسفور , ففي عام 1870بدء بأول إنتاج تجاري في ألمانيا لسماد السوبر فوسفات المركز أو ما يعرف بثلاثي سوبر فوسفات ، حيث كـان الهدف الانتفاع مـن صخـر الفوسفات ذو النوعية المنخفضـة والحـاوي علـى نسبة عالية مـن الحديد والألمنيوم .

وقد تم إنتاج حمض الفوسفور المخفف جداً بمعالجة صخر الفوسفات المطحون بحمض الكبريت بطريقة الاستخلاص ثم الترشيح ، ثم رفع تركيز حمض الفوسفور بالتبخير ، ثم معالجة صخر فوسفاتي مطحون جديد بحمض الفوسفور المركز هذا .

وسرعان ما تأسست وأنشأت مصانع أخرى في كل من أمريكا وأوربا .

ولكن معظمها كان صغيراً ، ومعظم الإنتاج كان يستعمل في عمليات تكرير السكر بدلاً من استعماله كسماد . ولم يصبح ثلاثي سوبر فوسفات مادة سمادية هامة حتى عام 1950حيث حل محل السوبر فوسفات العادي ، لأنه يحتوي على نسبة أعلى من الفوسفور، وكـان يتـم الإنتاج بأفضل صوره ( حالاته ) بالقرب من مصادر الفوسفات الخام وضمـن وحـدات كبيرة ومنهـا يتـم شحن المنتج إلى مصانع الخلط المحلية أو المزارعين .

وبالرغم من أن فوسفات الأمونيوم قد عرفت منذ زمن بعيد بأنها مخصب فعال , وبأن كميات صغيرة منها قد أنتجت في بلدان متعددة من حين لآخر ، ولكنها لم يصبح مخصب رائج ومعروف حتى عام1960 . ويعتبر سماد فوسفات الأمونيوم اليوم هو الشكل والصيغة السائدة لسماد الفوسفات في العالم كله .

أما أسمدة النتروفوسفات فقد بدأت في أوربا في عام 1930وتطورت تقنياتها ونمت بعد ذلك بغية تحسين نوعية المنتجات ، وازدادت نسبة رواجها في أوربا كثيراً على هذا الأساس وأنشأت العديد من المصانع في بلدان أخرى، وأكثر هذه المصانع كان بطاقة إنتاجية كبيرة فاقت الـ 1500طن / يوم .

استعمل صخر الفوسفات الخام والمطحون بشكل ناعم جداً كسماد مباشر بدون أية معالجة إلى حد كبير في الولايات المتحدة وروسيا والصين وفي بلدان أخرى .

إن المعلومات الأخيرة تدل وتشير إلى أن قيمة الفوسفات الخام تختلف وتتنوع بشكل كبير باختلاف صفة الصخر الخام والمحصول والتربة التي سوف يستخدم فيها . وهناك دلائل تشير إلى أنها يمكن أن تكون مصدراً نافعاً لتغطية الحاجة للفوسفور للعديد من المحاصيل النامية في الأراضي الحمضية .

إن المصادر المبكرة لخامات الفوسفات كانت عبارة عن توضعات صغيرة في إنكلترا ، ايرلندا ، إسبانيا ، فرنسا ، ألمانيا ، الولايات المتحدة ( كارولينا الجنوبية ) . ولم يدم طويلاً استغلال معظم هذه التوضعات إما لانخفاض جودتها أو أنها قد نفذت فعلاً .

والمصادر الكبرى الحالية للفوسفات هي من مناطق أخرى مختلفة في الولايات المتحدة وروسيا والمغرب العربي مع كميات صغيرة في الشرق الأدنى ومصر وتونس والجزائر وسورية والأردن وجنوب إفريقيا والبرازيل والتوغو وسينيغال وجزر الباسفيك . كما تم خلال السنوات الأخيرة اكتشاف توضعات فوسفاتية جديدة عديدة ضخمة يمكن أن نسمي بعضهاً منها في كل من استرليا والبيرو والجزيرة العربية وفنزويلا وكولومبيا وايران والهند . هذه التوضعات تحمل إمكانيات هامة لإنتاج فوسفات عالية الجودة . حتى أن المرء ليتساءل فيما إذا كانت اكتشافات أخرى ستتبعها أيضاً .

ما مدى فائدة هذا المنشور؟

انقر على نجمة للتقييم!

متوسط التقييم 2.4 / 5. عدد الأصوات: 5

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

السابق
تاريخ الأسمدة الكيميائية History Of Chemical Fertilizers
التالي
الأسمدة النتروجينية Nitrogen Fertilizers

اترك تعليقاً